Site icon مجلة شبابيك العالمية

(سآوي إلى قفر يعصمني من الوباء) الحلقة الرابعة.

الكاتبة ليلى الأحمدي.

أكملت الفتاة :

تعاركت مع الخادمة وأحدثت حركة وضربت السائق بالجوال، فانقلبت العربة عدة مرات، وحين توقفت نظرت حولي، سكون يلف المكان، وأنا في مؤخرة السيارة ولحسن الحظ الباب الخلفي مهشم سمح لي بالخروج دون النظر إلى داخل السيارة، هربت أجرى ولا ألتف ورائي ولا أدري إن كانا حيين أو ماتا، فقط كنت أركض بلا هدى حتى وصلت إلى جبل اختبأت خلفه كي أرتاح لم أر أحدا والسيارة اختفت عن مدى بصري، فقررت أن أجلس لأرتاح وفي نفس الوقت أراقب الطريق، من فضل الله لم ينتبه لي أحد وواصلت السير على غير هدى حتى رأيت هذا البيت.

قال لها طارق لقد نجوت يا أختاه الحمد لله.

نظرت حولها بعد أن انتبهت وسألته : أين أهلك؟

أنا هنا وحدي .

انتفضت وقامت تنوي الخروج، سألها : إلى أين يا أختي؟

لا تخافي أنت في أمان، اذهبي إلى هذه الغرفة واغلقيها وحاولي التواصل مع أهلك، أما خروجك في هذا الوقت فهو جنون، هدأت وبالفعل دخلت الغرفة وأغلقتها بالمفتاح ومن خلف الباب حدثته قائلة :

جزاك الله خير، اعذرني أخي الكريم ولكن…

قاطعها قائلًا : لاعليك، معك كل الحق.

اغتسلت وغسلت ملابسها. وباتت تلك الليلة قلقة متوجسة، وفي الصباح ارتدت ملابسها وارتدت لباس الصلاة الذي وجدته في الغرفة، يبدو أنه لوالدته، وخرجت، لتجد طارق قد أعد لها فطورًا شهيًا وإبريقًا من الشاي فأخذته ودخلت الغرفة، وتذكرت جوعها الذي أذهلتها عنه الأحداث المرعبة.

تناولت فطورها، ثم خرجت لتجده في الصالة، وبادرها بقوله : خذي الهاتف لتتصلي على أهلك، لا تتذكر أي رقم لكنها دخلت إلى حسابها في الانستجرام وحدثت زميلتها التي بدورها اتصلت على أهلها، وعلى الفور تواصل الأهل مع الشرطة التي وصلت إلى البيت لتأخذ الفتاة إلى أهلها ، بعد التحقيق.

شكرت الفتاة طارق ، وطلب طلب منها أن تطمئنه على وضعها حين تصل، ووعدته بذلك.

بقى طارق في منتجعه وعاد الوضع رتيبًا كما كان قبل الحدث العجيب الذي داهمه.

استلقى على أريكة من خصف يسميها أبوه (الكرويتة). اغمض عينيه يريد ترتيب مشاعره وفقًا لماحدث ولما سيحدث، ويستوعب كل ذلك ثم تعود له سيطرته الكاملة. الوقت مازال ظهرًا فهيا إلى النقع، قالها وهو يهب من مكانة وهكذا استعاد همته، خرج وبندقيته على كتفه والحذاء الجلدي المرتفع يتحدث إلى الصخور بلغة صاخبة، وضع ملابسه وبندقيته على حافة البركة الصخرية، ودخل بحذر، ولكن بعد أن جفلت كل الطيور وكأنها رحلت بخوفه مربوطًا في أجنحتها فاطمأن.

المياه دافئة ساعدته على الاسترخاء ولم ينس أن يصور لمتابعيه فيديو كاملًا لمغامرته ، ويتلقى الكثير من الإعجابات والتعليقات.

كم كان سعيدًا مرحًا، لكن مرحه وسعادته تجمدا في لحظة رأى فيها شبحًا يقترب منه، فهرع إلى بندقيته وصوبها ناحيته، والشبح يقترب لامبالٍ، خرج من البركة وهم بالركض إلا أن الشبح ناداه : تعال لاتخاف، فهو إنس إذًا لكن مع ذلك بقى مشهرًا بندقيته نحوه ، ينتظر أن يعرف ماذا وراءه.

وقف الرجل وابتسم فظهرت أسنانه ثم قهقه مما أغاظ طارق فسأله بحدة :

من أنت؟ وكيف ظهرت فجأة؟

فأشار الرجل إلى أعلى الجبل قائلا: ذلك هو بيتي فرفع طارق بصره قليلًا ثم أعاده إلى وجه الرجل الذي بدا مختلفًا قليلًا، هذه المرة فأوجس في نفسه خيفة، وقرر الهرب من وجهه، فتراجع قليلًا إلى الخلف ثم ركض باتجاه بيته، ولم يلتفت إلا بعد أن قطع مسافة ليست قصيرة، وحين التفت لم ير الرجل، حينها أدرك أن مارآه لم يكن إنسيًا، فاعترته رعشة وتمتم بذكر الله وقرأ كل مايحفظ من القرآن وهو في الطريق إلى البيت.

أغلق الباب بإحكام وجلس على أقرب كرسي يلتقط أنفاسه، ليكتشف بأنه لم يرتد كل ملابسه وأنه مازال مبللاً، هرع إلى الحمام ليغتسل ويرتدي ملابس جافة ومازال مرتعبًا مما رأى، لكنه استعاد رباطة جأشه حين تذكر أن قراءة القرآن تطرد الجن فنوى أن يدير التلفاز على قناة القرآن طوال النهار والليل، فهدأ، لكنه كاد يفقد صوابه حين تذكر أن هاتفه لازال هناك مع ملابسه..

يتبع

رابط الحلقة الأولى : https://shababeks.com/2020/03/31/ri-6/

رابط الحلقة الثانية :https://shababeks.com/2020/04/07/zs-3/

رابط الحلقة الثالثة : https://shababeks.com/2020/04/14/di-7/

Exit mobile version