الكاتبة – ليلى الأحمدي .
احتمل بندقيته وارتدى حذاءه المرتفع ليتجنب الهوام التي تحدثت عنها والدته، أحكم إغلاق الباب ووقف يتأمل الجبل القريب والذي ينوي الالتفاف حوله، وأخذ نفسًا عميقًا، ومشى، الجو جميل والهدوء يعم المكان ولا يقطعه سوى وقع خطواته على الرمال، وصل إلى منطقة تحيط بها الجبال فشعر وكأنه في جوف كهف له سقف مفتوح ، لفتت نظره الأعشاب الملونة، فأخذ يجمع في ثوبه ماستطاع منها، ويلتقط الصور ويشاركها في وسائل التواصل، بعضها لايعرف أسمائها فكان يسأل والده في قروب العائلة عنها، أعجبته هذه الرحلة جدًا، خاصة حين رأى مجموعة من الطيور مجتمعة في مكان مرتفع قليلًا فذهب ناحيتها ليجد نقعًا من الماء قد استقر في حفرة صخرية واسعة وليست عميقة، قال لنفسه : غدًا سأسبح هنا حين تكون الشمس في كبد السماء عاد إلى منزله قبيل الغروب ممتلئًا بالسرور، قال لنفسه التي لا يجد حوله من يحدث سواها : كانت رحلة جميلة، بل رائعة، أستحق عليها دلة قهوة مضبوطة، وتذكر أكوام الحلوى التي ملأت خزانة المطبخ فجهز لنفسه، طقسًا جميلًا وجلس يشاهد فيلمًا ويحتسي قهوته، ولا ينسى أن يشارك كل ذلك في وسائل التواصل، وكالعادة غفى في منتصف الفيلم ليستيقظ على صوت الهاتف ورنينه المتواصل، فرك عينيه ليجد كمًا هائلا من المتابعات على الانستجرام، أخذ يضحك ويقول :
ماهذا؟ وأخيرًا أصبحت مشهورًا؟ غمرته البهجة وهو يستعد ليوم جديد ورحلة أخرى، كاد أن ينسئ بندقيته من فرط حماسه، هذه المرة أخذ معه (عدة الشاي) ليصنعه أمام متابعيه ، خرج بعد أن تناول إفطاره على عجلة وسار في نفس الطريق، التقط صور جميلة قرب النقع البارد، وصور الأعشاب البرية الجميلة والملونة، تحدث في بث مباشر في حسابه وهاله العدد الذي رآه متواجدًا معه، استمر طارق في رحلته اليومية حتى جاء ذلك اليوم الذي استيقظ فيه على طرق عنيف على بابه.
هرع ليسأل : من هناك؟
صوت ٌ ضعيف يرد : أرجوك افتح الباب، تردد قبل أن يفتح، ماذا إن كان الشخص مصابًا بالمرض؟
ماذا إن كانت عصابة من العمال الذين ينتشرون في القرى المجاورة، لم يستطع تبين الشخص فبرغم حداثة بيته لم يضع عينًا سرية للباب، استمر الطرق ولكنه بدأ يضعف، والصوت كذلك، قرر أن يفتح الباب ولكن وجه بندقيته أمامه ليحمي نفسه، وحين فتح الباب لم يكن الطارق إلا امرأة نحيلة تبدو في سن صغيرة وقد تهالكت على الباب، قبل أن يحاول مساعدتها سألها : هل انت مريضة؟
أشارت بالنفي دون أن تنبس بكلمة، يبدو أن الوهن بلغ منها مبلغه، أدخلها وأحضر لها بعض الماء، وتركها ترتاح ودخل ليحضر لها شيئًا تأكله، تناولت ماوضعه أمامها، وهو يراقبها بحذر وشفقة في آنٍ واحد.
بعد أن ارتاحت بدأت تحكي قصتها، كنت مع السائق،أنا والخادمة، في طريقي إلى العمل كالعادة فأنا أسكن في بيت مع زميلاتي ونعمل في مدرسة القرية المجاورة، أنا إدارية ودوامي لم يتوقف كالمعلمات، فكنت آخذ الخادمة معي إلى المدرسة، لكنه هذه المرة انحرف عن الطريق ولم أنتبه فقد كنت غافية، استيقظت على اهتزاز العربة، وصرخت به إلى أين تذهب؟
لم يرد واستمر في طريقه، صرخت ولم يعرني انتباهًا، وحين حاولت خنقه أمسكت بي الخادمة فقد كانت متواطئة معه..
يتبع
رابط الحلقة الأولى ؛ https://shababeks.com/2020/03/31/ri-6/
رابط الحلقة الثانية ؛ https://shababeks.com/2020/04/07/zs-3/
_________________________________________
المحتوى أعلاه تم نشره عبر حسابات المجلة ادناه تفضلوا بالمتابعة :
تويتر
فيسبوك :
سناب شات :
https://www.snapchat.com/add/shababeksglob19
قناة شبابيك :
https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار المنوعة الدخول : http://www.shababeks.com