د. غادة ناجي طنطاوي.
Ghada_tantawi@
جرت العادة أن لكل شئ عمره الإفتراضي، بعض الأدوية ينتهي مفعولها بعد برهةٍ من الزمن، حتى المواد الغذائية لا نستطيع استهلاكها عند انتهاء تاريخ صلاحيتها فقد تسبب تسمم، وهذه سنة الله على الأرض، لا شئ يدوم سوى وجهه الكريم، إلا في الإعلام والصحافة، فهناك قول آخر..!!
في صحافتنا الوضع مختلف.. الكتاب والشعراء الذين مارسوا الكتابة والشعر منذ زمن الهجرة، مازالوا موجودين على صفحات الصحف الكبيرة حتى الآن..!! ويمتد التمجيد والتهليل حتى بعد مماتهم، وقد يكون هذا حق مكفول لحفظ تاريخهم والإستشهاد بثقافاتهم، وهو ما جرت عليه العادة.
لكن ما يدعوني للعجب.. نحن في الألفية الثالثة..!! هل اقتصرت الموهبة والأدب على كُتَّاب زمن الستينات مثلًا..؟؟ لربما أستثني الشعراء.. فالشعر ترجمة للإحساس، والأحاسيس لا تنتهي إلا بموت صاحبها، أما الكُتَّاب فلهم شأن آخر ..
عزيزتي الصحف المحلية.. بدأ الكتاب معك تاريخهم المشرف منذ السبعينات، الستينات أو الخمسينات – لا أستطيع التحديد على وجه الدقة، فأنا في العقد الرابع من عمري وبعضهم يكتب قبل أن أولد- تقلدوا أوسمة مختلفة من الدولة، كُرِموا من جميع الجهات الإعلامية، ولربما تحتوي مكتبة كل منهم على الكثير من الجوائز وشهادات التقدير التي يغطيها الغبار. ومن المؤكد أن بعضهم، إن لم تكن الغالبية قد ألفوا ٩٩٩ كتاب، شاركوا في زليون معرض للكتاب، كتبوا في تريليون موضوع وتصدرت صورهم ومقالاتهم الآلاف من صفحات الجرائد، ومثل هؤلاء هم فخر للدولة. لكن.. أما آن الأوان لتُعطَى الفرصة لغيرهم من الشباب..؟؟
أنا لا أجحد مكانة أي كاتب أو أديب، بل لهم جزيل الشكر على ما قدموه، الكارثة العظمى تكمن في لوجستية الصحف، إلى متى سيظل كُتَّاب الجيل الجديد مهمشون بسبب مصالح رؤساء تحرير بيدهم قرار النشر..؟؟ والذي يخضع في كثيرٍ من الأحيان لمصالحهم الشخصية..؟؟ متى ستنتهي هذه العجرفة والتحيز الفارغ..؟؟ متى سيصبح النشر حق لكل كاتب أو كاتبة بقلمٍ جيد..!!
لدينا أدباء ناشئين أقلامهم تسيل ذهبًا لكنهم يتسولون حتى تنشر مقالاتهم في الصحف الرئيسية، وأصبح الكاتب الجديد في حربٍ ضروس بين موهبته المهدرة وقرار متعسف من قبل الهيئة المخولة بالنشر..!! وإن فُتِح باب النشر، فإنه يُفتَح دون مقابل، كنوع من الإبتزاز الفكري، فكرك ومجهودك مقابل شهرة قلمك، والذي غالبًا ما تكون لديه أفكار جديدة تتماشى مع رؤية ٢٠٣٠، والذنب هنا بعيد كل البعد عن الدولة، بل غالبًا ما يكون بيد رئيس تحرير ليس لديه جرأة المحاولة. الرؤية فتحت أبواب الإبداع على مصراعيها، ومازال بعضكم يصر على الإستحواذ على أقفالها..!! فإلى متى..؟؟
والمضحك في الأمر أن رؤساء التحرير الذين يعارضون النشر للمبتدئين، هم أنفسهم من يظهروا على شاشات التليفزيون و يتشدقوا بجهودهم الواهية في البحث عن مواهب جديدة، في حين أن بريدهم الإلكتروني ممتلئ بمقالاتٍ للجيل الجديد لكنها تحول إلى سلة المهملات لمآرب أخرى.. وا عجبي..!!
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة أدناه
تويتر : https://twitter.com/shababeks_1
سناب شات https://www.snapchat.com/add/shababeks_1
انستقرام: https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك : https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار تفضلوا بزيارة موقعنا : http://www.shababeks.com
أحسنتي واكلمتي طاب فالك.
بالتوفيق ياجميلة الروح والفكر،،