الكاتب _ صالح الحسيني .
… من كل ِ مكان ٍ يأتيني الماء ..
يأتي …. بااارد القلب .. من كل ِ صوب ٍ و حدب ..
أحاول دفعه عن فمي ..أبدا ً .. دون جدوى
عاجز ٌ حتى عن دفع ماء ..!!!
يتراءى لي الآن وجه ابني الصغير
أُخبط بكلتا يدي .. تزداد فوضاي في نفسي، حتى قدميّ عن التجديف إلى الأعلى عاجزة ..
ياااااه .. أيُ ضعفٍ يعتريني !!
عالقة ٌ بما يشبهُ شبكا” حديديا” كثيفا”.. يموج .. يُمسك به ربما حجر هذا ما أشعره ..!
ربما شُعب مرجانية .. تتخطفني .. لا أعرف !
ينفتح فمي باتساع غريب … هذا الذي لم أعهده قد تجلى بهذه المساحة في حياتي ..
ابتلع كمية كبيرة من المياه ..
دُوار ٌ لا قِبلَ لي به ِ يُقدِم ، أشياءٌ تشبه الحياة ، تعبر .. ،
تمور ُ بي المياه مورا
تعلو من أعماقي القصيّة .. صرخة .. كفيلة بإيقاظ نائم يغطُ في أقصى الأرض ..
أشعر ُ بالصرخة تضج ُ في المجرة ،
ترتد ..؛
لكأنها لم تخرج من كوني .. حزينة لا أحد يسمعها
يتكؤون على طرف الشاطئ يتبادلون الضحكات الفارهة المبللة بالأنس
عيناي تحاول سرقة شيء من الحياة من بين لحظاتهم
انخفض إلى الأسفل رغما ً ..
وجه ُ أمي يلوح لي كبيرا ً جدا ً في الأفق …
إني أراها الآن بمعطفها الحريري اللؤلؤي اللامع ..
يأتي وجهها ويختفي كوميض
يجلسون بعيداً ..عني جداً ..
ليتني الرصيف ..
السيارات من خلفهم تمر على الطريق .. وتمضي
الكل منشغلٌ بمصافحة الحياة
بيني و بينهم آلاف الأميال من الشوق
رفيقة العمر .. أهدي لي بنظرة .. بصوتٍ .. بأنّة ..
الماء مرة ً أخرى .. ها هو َ ُيقابلني بوجهه الحجري
لا تتضح لي الرؤية .. لكأني ألمح المنقذ بزِيه ِالبرتقالي المعهود.. يلهو مع َ آخرين
تعود الدوامة ..
أشهق …
تسحبني الأعماق إليها .. كوحش ٍ ليلي يجر برجل فريسه ،
شعري المبلل يغطي نصف الجزء العلوي من وجهي و العينين
أهدابي بفعل الماء .. ملتصقة ببعضها بحميميةٍ نادرة ، و بين المنفصلات منها غشاء ٌ مائي ٌ هلاميٌ شفيف ..
شفتاي متوترتان كقلب رضيع ٍ حديث الولادة أخافه ُ الجوع ،
شفتاي بين شهيق أشبه بريح عاتية و زفير أسخن من انبعاثات فوهة بركان ..ملّ التثاؤب
القلبُ في فوضىً عارمة .. يكبلهُ خوفٌ كارثيّ
يا سعيد …. سعي .. س ..
يمر سعيد .. بجانب الساحل مع صديق .. يرمي بنظرة تجاهي وافقت النظرة لحظة انغماس رأسي في الماء .. ظنني أتمتع ..
لحظة مدافعتي للمياه باحثا ً عن قفزة صوب السطح ؛ توارى .. لم يتنبه.
مُنذُ ذلك الحين و أنا لا أُصافح البحر .. إلا نظرا ً.
_________________________________________
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة ادناه تفضلوا بالمتابعة :
تويتر :
فيسبوك :
سناب شات :
https://www.snapchat.com/add/shababeksglob19
قناة شبابيك :
https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار المنوعة الدخول : http://www.shababeks.com