الكاتبة : منيرة الحربي.
- لا، الرحيل لم يكن حلاً.
- ولا البقاء حلاً.
- الحل دائمًا كان أمام الجميع، ولكنهم ينكرونه كالعادة ،ولا يريدون الإعتراف به.
كانت تمد يدها بفنحان القهوة لجارتها التي كانت “تفضفض” إليها شاكيةً معاملة زوجها السيئة لها وهي شاردة الفكر، لكن هذه العبارة أيقظتها وذكرتها بما كان.
خاطبت نفسها: ( یا الله كم كنت أعاني معه ).
عادت إليها اللحظات التي سبقت إتخاذ القرار، حين كانت تمشي في محطة القطار، تجر حقيبتها وكأن وحشًا يطاردها، ودموعها تنهمر على وجنتيها بصمتٍ قاتل، وقد أطبقت شفتيها.
فجأة تعثرت أمامها طفلةٌ في السابعة من عمرها، فتركت حقيتها وأسرعت تسندها قبل أن تلامس الأرض.
سمعت من خلفها صوت امرأةٍ تشكرها، التفتت إليها فرأت الحزن يكسو ملامحها وهي تتمتم بعبارات الشكر، ابتسمت لها وربتت على رأس الصغيرة قائلة:
لا بأس ،عودي إلى أمك يا طفلتي.
صرخت الطفلة وهي تقول:
هي ليست أمي، هي جدتي، أمي تركتني ورحلت.
أمام ناظريها أعادت الطفلة شريط الزمان، رأته يعنفها ويصرخ في وجهها وقد اعتصمت طفلتها بساقيها واحتضنتها مغمضة العينين.
المرة تلو الأخرى. يدفعها، تلتصق بالحائط وهو يلوح بأصبعه أمامها صارخًا مهددا، تدير بصرها، تلتفت يمينًا وشمالًا غير مبالية بما يصيبها.
كانت تبحث عن صغيرتها فرأتها تحت طاولة الطعام، تبكي برعب وقد أغلقت فمها الصغير يكفيها.
تتسارع الصور لتصل إلى النهاية. تراه يلقي بها خارج المنزل، تتبعها حقيبتها ثم يغلق الباب مفرقاً بينها وبين طفلتها.
ينتهي الشريط وتفيق.
فتنهض باكيةً وهي تردد:
لا، الرحيل لم يكن حلاً، ولا البقاء حلاً.
الحل دائما كان أمام الجميع، ولكنهم ينكرونه كالعادة ولا يريدون الإعتراف به. أمسكت بالجوال وألغت الرحلة.
اتجهت إلى أقرب مركز للشرطة وبلغت عنه، عادت بعدها إلى منزلها بعد أن تم القبض عليه وأودع مركز الأمل لعلاج الإدمان.
انتبهت لصوت جارتها تجهش بالبكاء فاحتضنتها وهي تردد فکري يا عزيزتي فکري.
لا، الرحيل لم يكن حلاً، ولا البقاء حلاً، الحل كان دائماً أمام الجميع، ولكنهم ينكرونه كالعادة ولا يريدون الإعتراف به.

المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة أدناه
تويتر : https://twitter.com/shababeks_1
سناب شات https://www.snapchat.com/add/shababeks_1
انستقرام: https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك : https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار تفضلوا بزيارة موقعنا : http://www.shababeks.com