الكاتبة – غزوى العتيبي .
كم أشفق عليك يا صفحاتي الخالية، فالألم اعتراك بعد مفارقتك ندماء الدرب والانكسار الذي تسلل إليك شوقًا لحروفك التي تزدان بها أسطرك قد ذاع في الأفاق ، لذا فالانتظار قد مل و ضجر، فهبت لذلك عاصفة الزمن، مقبلة للنفاذ عبر أنفاس الحنين ،لتلتقي بالحروف التي سهدت بكلماتها في كهف النسيان، وتلفعت بغبار السنين.
أيتها الهائمة :
شددت عزمي بالوقوف أمام بوابة كلماتك ، فتقدمت إلى صفوفها الصامتة ولكني تعثرت ؛ ولكرم حروفك التقطتني قبل الوقوع ، نظرت إلي بدهشة وكأنها تقول : أتذكرتني الأن ؛ما أطول سنين البعد،تلعثمت وقلت : لقد تجرعت الصمت ؛وتزاحم علينا ظمأ الحرية ، وسطو الاندماج ، فلا تعاتبي فالعتاب يملؤني ألمًا وسقما ، ولكم سكن خيالك أسطر صفحاتي ، وقد أبت سواك ساكنًا يضيء حجراتها ، وكم أرهقني مدادي بعصيانه لكنه أيقظ وقع خُطاك في وجداني ، أطرقت ثم قالت : أبعد كل هذا الجفاء جئت ! لمن تُرك دهرًا ليحتضر ؟ لا بل أنت ما زلت في عنفوانك فهيا انفضي عنك الاستسلام، وارتدي لباس الشموخ ، ولننطلق لتملئي الصفحات، ولتتغنى بك الألسن ولتجتمع حروف كلماتك لتحيا في وجداننا.
تبسمت ثم قالت : أيمكنني أن أجد مقعدًا بعد كل هذا الهجر ، فأجبتها: ولم لا يكون ؛ فقد تبخر الانبهار بمناوئتك ، ومن غاصوا في حبر التأثر بها، علموا إن هي إلا فخار سهل الكسر ، و كلماتها واهنة هشة ، فبدت حقيقة أنها لا تنتمي لصفحات زماننا .
_______________________________________
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة ادناه تفضلوا بالمتابعة :
تويتر :
فيسبوك :
سناب شات :
https://www.snapchat.com/add/shababeksglob19
قناة شبابيك :
https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار المنوعة الدخول : http://www.shababeks.com