الكاتبة : ضحى المطيري.
اخترت أن يكون مقالي لهذا الأسبوع عن كتابٍ سافرت معه، لأحد رموز بلدي الحبيب، والذي وضعه بين أيدينا كدروسٍ وعبر، من تجارب خاضها، وخبراتٍ اكتسبها، في رحلةٍ امتدت لثمانية وثلاثين عاماً، يخدم فيها وطنه، جمعها في كتابٍ استغرق عاماً كاملاً من التدوين والتدقيق.
سفيرٌ بين قطبين للكاتب : عصام عابد الثقفي.
قبل أن أبدأ الحديث عن الكتاب، وضعتُ سؤالاً للقارئ، لماذا نقرأ كتب السيَر الذاتية ؟!.
والإجابة تكمن في أن ما يسعى القارئ للوصول إليه من القراءة بشتى أنواعها، ينحصر في ثلاثة أمور:
إما متعةً أو معرفةً أو خبرة.
وكتب السير الذاتية تجمع الثلاث فوائد.
كتب السيرة الذاتية فيها :
1-(تطويرٌ للذات )بمعناه الحرفي.
2_استفادةٌ من الخبرات بواقعيتها وصعوبة بداياتها إلى أن نَصِلْ للذة الإنجازات في النهايات.
بعيداً عن المبالغات وتصوير الحياة باللون الوردي فقط !واعتبار السواد الذي نراه نابعًا من العدسات التي تحجب عنّا جمال الألوان !.
فهذه الحياة لا تخلو من صعوبةٍ وكَدَر، ولكن العبرة نأخذها ممن يتجاوز تلك الصعوبات بكثيرٍ من الصبر والتخطيط واللهاث وراء تحقيق الهدف، وأن لا نستسلم من سقوطنا الأول؛ ولو تفاوتت تلك الصعوبات من شخصٍ لآخر.
فَرَبُّ هذا الكون قادرٌ على تحقيق المعجزات؛ طالما أن هناك حسن ظنٍ بالله وسعيٌ وراء الهدف.
ما الذي كان يراود الكاتب قبل الكتابة؟
هل يسرد كُلّ ما تصل ذاكرته إليه، أم يكتفي بذكر ما يفيد الأجيال القادمة للدخول في دهاليز الدبلوماسية؟!
وتوصل إلى تدوين كُل ما هو مفيدٌ في حياته الخاصه والدبلوماسية، ليضعها بين يدي القارئ.
في الفصل الأول ذكر حياته في مكة والتي تخللتها بعض الأحداث السياسية، والتي أثرت على حياته الاجتماعية كفرد، وعلى المجتمع العربي بأسره.
أظهر الحكمة في التعامل مع كثيرٍ من المتغيرات والتي سخّرها لصالحه مع مرور الوقت بتوفيقٍ من الله، تبعه حسن الاختيار.
أعطى دروساً في أثر التعلّم على الفرد؛ ولا أقصد التعليم الأكاديمي فحسب، بل الإضافات التي تجعله يرتقي في السلم الوظيفي، وغير المفروضه عليه كموظف ولكنه فرضها على نفسه كإنسانٍ طموح، ويسعى للوصول للهدف.
كان واقعياً في ذكر بعض الصعوبات، وتقديم بعض التنازلات، وبعيداً عن المثالية غير الموجودة في الطرح، وتصوير الحياة بلونها الوردي فقط.
ذكر ما لا يعترف به غيره من المميزات الموجودة في العمل في السلك الدبلوماسي، وعن بعض ما يصاحبها من عيوبٍ يتحمل عاقبتها أسرته، وباعترافه وامتنانه لأسرته على هذا الصبر.
في هذه الرحلة وضع لنفسه خارطة طريقٍ يعرف من خلالها ماذا حقق، وماذا يجب أن يحقق.
ذكر ما يتطلبه العمل في وزارة الخارجية من الإلمام بكل زوايا العمل السياسي وخباياه، والقواعد التي يجب السير عليها ابتداءً من تعلم ثقافة الدول التي يعمل بها، وانتهاءً بخلق مكانةٍ لنفسك، وقدرتك على جعل معظم الناس يحبونك، وتتلخص هذه المكانة في (الأخلاق).
حاولت جاهداً أن لا أطيل على القارئ بالحديث عن الكتاب، لأنه لا يغني عن قراءة الكتاب، والاستفادة منه، وسأنهيها باقتباسٍ من الكتاب: ( بدأتها أبكي وتركتها أبكي)..، عبارةٌ تطلق على المغامرة الأولى في حياتك، والتي تدخلها بخوفٍ مبالغٌ به إلى أن ينتهي بك الحال بالبكاء على ما أصبح جزء من حياتك !
وشتان بين البكاء في المرة الأولى والمرة الثانية.
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة أدناه
تويتر : Tweets by shababeks_1
سناب شات https://www.snapchat.com/add/shababeks_1
انستقرام: https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك : https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار تفضلوا بزيارة موقعنا : http://www.shababeks.com