الشاعر : جاسم الصحيح .
الرقصُ صلةُ رَحِمٍ موسيقيَّة بين أعضاءِ الجسد.. فلا تُوقِفوا الموسيقى.. لا تقطعوا صلةَ الأرحام.
إنْ زاركِ اليأسُ!
إنْ أَزرَى بكِ النَّدَمُ!
لا تشتكي فـلديكِ الخَصْـرُ والقَدَمُ
قُومي فما هِيَ إلَّا رقصةٌ
وإذا
جيشُ الهمومِ على ساقَيكِ مُنحَطِمُ
ما عُذرُ أنثى أصابَ الحزنُ بَهجَتَها
إنْ لم تكنْ بـمِزاجِ الرقصِ تنتقمُ
ما عُذرُها حينما تشقَى؟! وفي يَدِها
كنزُ الرخاءِ، وفي أعطافِها النِّعَمُ
زُجِّي بـخَصرِكِ في تَنُّورِ شيمتِهِ..
فللخُصورِ كما أرواحنا شِيَمُ!
وزلزلي الأرضَ بحثًا عن جواهرِها..
إنَّ الكنوزَ من الأعماقِ تُغْتَنَمُ!
إذا القوامُ تَثَنَّى في معاطفِهِ
كما يلوكُ أحاديثَ الغرامِ، فَمُ!
دعي تَثَنِّيكِ يحكي مثل لَعْثَمَةٍ
تستنطقُ (اللَّاءَ) فيما قَصْدُها: (نَعَمُ)!
لَكِ المكانُ تَخُطِّينَ الجمالَ بهِ
وليسَ ثَمَّةَ إلَّا كَعْبُكِ/القلمُ
والابتسامةُ لا تنفكُّ مائلةً
على شفاهِكِ مَيلًا ليسَ ينهدمُ
الرقصُ أنْ يحتفي جرحٌ بـبَلْسَمِهِ
في عُمقِ روحٍ مع الإيقاعِ تنسجمُ
والرقصُ أنْ تلتقي الأعضاءُ في رَحِمٍ
موصولةٍ حيثُ دارَ اللحنُ والنغمُ
قُومي إلى صِلَةِ الأرحامِ في جسدٍ
تشدُّ أعضاءَهُ، الأنسابُ واللُّحَمُ
نـهدٌ يزورُ أخاهُ عبر أغنيةٍ
تَهُزُّهُ ودمٌ يسعَى إليهِ دمُ!
لا تقطعي رقصةً إِذْ رُبَّما انقطعتْ
ما بين عُضوَينِ من أعضائِكِ، الرَّحِمُ
{ { {
قُومي إلى الرقصِ وامتدِّي كـساريةٍ
تستدرجُ الريحَ كي لا يذبلَ العَلَمُ
كُوني أَخَفَّ من اللَّا شيء وانطلقي
صِفرًا رشيقَ الخُطى.. مِثقالُهُ عَدَمُ
تِيهًا تُحَدِّقُ فيكِ العينُ شاخصةً
كما يُحَدِّقُ في وجهِ المدى صنمُ
والأرضُ حولكِ تنسَى جاذبيَّتَها
حتَّى تُرَاقِصَكِ الآفاقُ والقِمَمُ
دعي قَوَامَكِ يروي بعضَ سيرتِهِ
مع الدلالِ.. و(هُزِّي) يبدأِ الكَلِمُ
هُزِّي إلى أنْ يضجَّ اللَّحمُ مُنفَرِطًا
من العِظامِ، ضجيجًا مِلؤُهُ صَمَمُ!
في الصمتِ تكتشفُ المأساةُ قيمتَها!
في الصمتِ تُفصِحُ عن مأساتِـها، القِيَمُ!
{ { {
قُومي إلى حيث يستجلي شجاعتَهُ
حُبُّ الحياةِ، وحيثُ الوجدُ يقتحمُ
في غارةٍ من غناءٍ شَنَّها وَتَرٌ
مُنَاضِلٌ، دُونَهُ الأوهامُ تنهزمُ
ما إنْ تشفّ الموسيقى عن حقيقتِها
إلا وحُزنُكِ في الآلاتِ يُقْتَسَمُ
تصحو الأغاني فتصحو الذكرياتُ بـها
واللَّحنُ باللَّحمِ لا ينفكُّ يلتحمُ
والروحُ تَرْضَعُ ما الأوتارُ تنزفُهُ
فلا تكادُ عن الأوتارِ تَنْفَطِمُ
قُومي انفُضي عنكِ في الأنغامِ ذاكرةً
من الهزائمِ، بالآلامِ تزدحمُ
وصارعي سَأَمَ الدنيا بأغنيةٍ
تعلو فـيَسْقُطُ عن شريانِكِ، السَّأَمُ
وغازلي الكونَ بالرِّدفينِ لو كَذِبًا
مَحْضًا، فكِذْبٌ كهذا الكِذْبِ يُحتَرَمُ!
ما ضَرَّ جِسمَكِ لو ينسابُ أجنحةً
مِمَّا يريشُ الهوى أوْ ينسجُ الحُلُمُ؟!
فـرُبَّما قسوةُ الأقدارِ يكسرُها
في عنفوانِ الأسى، أنْ يرقصَ الأَلَـمُ
وربَّما في أغاني البؤسِ أغنيةٌ
هناكَ في عتمةِ الأوجاعِ تبتسمُ
ونحنُ خَلْقٌ (حَزَانَى) مِلءَ خِلْقَـتِنَا
ننمو وينمو بنا -من خَوفِنا- وَرَمُ
لا يبدأُ الخوفُ حينَ الحزنُ يسكنُنا..
الخوفُ يبدأُ حين الحزنُ يُخْتَتَمُ!
{ { {
ديوان (قريبٌ من البحر بعيدٌ عن الزُّرقة)
________________________________________
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة ادناه تفضلوا بالمتابعة :
تويتر :
سناب شات :
https://www.snapchat.com/add/shababeksglob19
انستقرام:
https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك :
https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار المنوعة الدخول : http://www.shababeks.com