الكاتب / محمد علي الشيخ .
أن تعطي للحياة معنى كليا ناظما ؛ فإنما تتجاوز الشخصي والذاتي . قد تبدو هذه المقولة صادمة للثابت من غاية الخلق : ( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ولكن إذا مافهمت ( العباده ) على أن كل الأعمال تعبديه وصالحات إذا مااستمدت العون من الخالق ؛ فهي تحقق الغاية ولكنك لن تقف فيها على معنى جامعا شاملا ، وحجة في الإختلاف . يبقى الإختلاف دنويا ضمن دوائر حياة الأفراد = كل ميسر لما خلق له . وكل تقوم حياته على مفهومه الخاص المشتق من معارفه … ومخرحات رحلته ونصيبه من التعليم والحظ .
يراودك هذا الهاجس وأنت أقلية بين أقليات = خلائق من كل القارات مثقلون بجحود مدنهم ، وتخلي آلهتهم ، وسيماء اغترابهم ، وضمور لغتهم . يملأوون النهار ، مكومين على الأرصفة ، ومكبلين في القطارات كالبلهاء … كالماشية تساق للحظائر أو المسالخ . لا نستوعب مسارات أفلاك مساراتهم … وكل الخفايا في دواخل الأجساد المفعمة بالتيه .
هنا لا تسأل عن الغاية، تسأل عن المعنى ، تجتهد في خلق نظريات فلا تسعغك الأديان والفلسفة في تأطير مشروع السؤال على الأقل – بل الجواب عليه . إلا أن الإفراط في التكهنات يقودك إلى عملية انفصال كبرى في حياة هؤلاء ؛ ليس بمعنى تقويض الشخص هويته ؛ إنما بتخلقه في تصنيفات مغايرة لكينونته. هؤلاء لم تطعمهم مدنهم ولم تودعهم، رحلو دون ان يخبرون أحدا، أرادوا ان يحيون بشكل محايد جدا وبارد جدا. ولم تكن أمامهم في المهجر إلا فرصا ضئيلة للحراك الاجتماعي ؛ ومن ثم يستجيبون للدور المرسوم لهم. يستقر بعضهم في وظائف عمالية، ويتحول آخرون إلى احتراف الجريمة والبغاء ، وقلة تمتهن التشرد .
ليس بينهم وبين السماء صلة ، وليس ببنهم وبين الأرض رفقة . هي العيون المتعبة بدمعها… وضيق الزاوية. هو القطع الحاد في شريان الروح، والعمى في منافذ الضوء… والاستسلام الكبير دون حرب… والوجع المتربص بالذاكرة والقادر على ابطاء الزمن. لذا ” يحرص المنتحرون على ترك رسالة للعالم الذي اجبرهم على الإنتحار ” !!!
( يتبع )
رابط الجزء الأول ؛ https://shababeks.com/2020/04/17/in-6/
رابط الجزء الثاني ؛ https://shababeks.com/2020/05/04/ap/
رابط الجزء الثالث ؛ https://shababeks.com/2020/05/10/zi-4/
رابط الجزء الرابع ؛ https://shababeks.com/2020/05/14/vn/
رابط الجزء الخامس ؛ https://shababeks.com/2020/05/27/dx-6/
رابط الجزء السادس ؛ https://shababeks.com/2020/06/03/wb-3/
رابط الجزء السابع ؛ https://shababeks.com/2020/06/15/yv-9/
رابط الجزء الثامن ؛ https://shababeks.com/2020/06/19/xz-3/
رابط الجزء التاسع ؛ https://shababeks.com/2020/06/28/zo-5/
رابط الجزء العاشر ؛ https://shababeks.com/2020/07/05/ne-4/
رابط الجزء الحادي عشر ؛ https://shababeks.com/2020/07/14/zi-5
رابط الجزء الثاني عشر ؛ https://shababeks.com/2020/07/25/vt-10/
رابط الجزء الثالث عشر ؛ https://shababeks.com/2020/08/06/sk-12/
رابط الجزء الرابع عشر ؛ https://shababeks.com/2020/08/15/xg/
رابط الجزء الخامس عشر ؛ https://shababeks.com/2020/08/26/ah-3/
رابط الجزء السادس عشر ؛ https://shababeks.com/2020/09/08/xy-4
رابط الجزء السابع عشر ؛ https://shababeks.com/2020/09/17/ix-21/
رابط الجزء الثامن عشر ؛ https://shababeks.com/2020/10/08/xs-5/
رابط الجزء التاسع عشر ؛ https://shababeks.com/2020/10/21/gd-26/
رابط الجزء العشرون ؛ https://shababeks.com/2020/11/07/di-14/
رابط الجزء الواحد والعشرون؛ https://shababeks.com/2020/11/23/xv-3/
________________________________________
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة ادناه تفضلوا بالمتابعة :
تويتر :
سناب شات :
https://www.snapchat.com/add/shababeksglob19
انستقرام:
https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك :
https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار المنوعة الدخول : http://www.shababeks.com
التنبيهات/التعقيبات