Site icon مجلة شبابيك العالمية

ذاكرة من الماء

بقلم رندا أبو حوى. .

ماذا لو أن للنسيان عقاقير تجلبه، دون أن يكون الهذيان عارضًا تحدثه لاحقا ؟! وماذا لو ان من الممكن أن يخترق الحب الأفئدة دون كسرها كالضوء يخترق الزجاج دون أن يهشمه ؟! وماذا لو أن ظلالنا التي خلقت منا تثبت في كل مكان زرناه ؟!

كانت تلك الأسئلة الكبيرة الحجم ضيفًا في حجرتي الصغيرة ؛ ورغم جهدي في المرواغة كي ألوذ بالفرار، إلا أنني وقعت وتم حصاري ، لقد كنت فيما سلف مسرفةً في الوقوف على التفاصيل ، و لم أتمكن من تذوق حلو اللحظات حينها ، متعثرةً بكثرة التأويل ، و كانت في ذهني أمنيات على شكل أسئلة ، أردت فيها معرفة إن كان بإمكاني النسيان والعودة للحياة من جديد ، لم يعد يبهرني أنني أمتلك ذاكرة فولاذية ، أنا بحاجة لاستبدالها بذاكرة من ماء لا يسعها الاحتفاظ بأي أمر إلا وقد محته حركة السواقي ، ولا أخشى أن أهذي به و أنا مستيقظة .

هل بإمكاني أن أحب أحدهم دون أن يجعل فؤادي هشيمًا تذروه الرياح؟. أصبح قرار الحب كالذهاب للحرب مجبرًا لا مخيرًا ، بات الأمر مخيفًا موحشًا . لِمَ لم يعد هناك صور جميلة عالقة في الأذهان عن الحب الصحيح؟ لقد بدى الموضوع و كأنهم زيفوا الحقائق، مثلما فعل اليهود، حين أظهروا مسجد قبة الصخرة في كل موجز أنباء حتى تناسينا حقيقة المسجد الأقصى .

وفي حين كنت أسير متجهةً نحو منزل جدتي الذي يبعد مئات الكيلو مترات شدني منظر الظل و كأنها المرة الأولى التي أرى هذه الظاهرة ، ماذا لو أنا لنا ظلاً يلازم كل مكان زرناه ؟! يروي عطش اشتياقنا إذا لم يكن بوسعنا الحضور ؟ هل سيكون حينها الحنين أمرًا خياليًا لا صحة لوجوده في مشاعرنا؟

تستمر أفكاري بالهطول من سمائي . منها ما قد أحيا بي أملًا ومنها ما قد أمات بي رجاءً. كان حديث الولادة و أظنه غير بار بي، كانت حكمة الله كي ينجيني .

للتفاصيل المؤذية التي رسخت في أذهاننا حتى تمنينا النسيان، وللمشاعر البشعة التي كانت ترتدي قناع الحب وتمكنت من خداعنا.

أين المتعة حين تترك قلوبنا شظايا مترامية لا يسعنا لمسها ولا إعادتها كما كانت؟ . هل بإمكاني فيما يلي من أيام عمري نسيانك؟ أم انني أصبت بالعجز ولم يتبقَ لي سوى الهذيان ؟

أرجوا أن لا يكون ذلك صحيحًا أرجوا أن يكون هذا لسان ظلي الذي تركته في ذلك المكان، يحاول التخطي والتجاوز بالنسيان .

_________________________________________

المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة ادناه تفضلوا بالمتابعة :

تويتر :

فيسبوك :

https://m.facebook.com/138707346321569/photos/a.138711732987797/440611296131171/?type=3&source=44&refid=17

سناب شات :

https://www.snapchat.com/add/shababeksglob19

قناة شبابيك :

https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag

لمزيد من الأخبار المنوعة الدخول : http://www.shababeks.com

Exit mobile version