بقلم / رندا أبو حوى.
مازلت أذكُر كيف كُنت في أيام اَلصِبَا، ذات تفانٍ حين ترتدي السماء ثوباً حالِك السواد ، وقد توهج نحرها بِعَقْد براق نسجته طوائف من النجوم .
كُنت أرقب ذلك من على الشُّرْفَة وكأني مدعوة لعُرس ، ومع كل ليلة تمضي أَجِد أن السماء قد شغفني حُبها، ومني قد تمكن.
مضى بي العمر ولم يمضِ مني إخلاصي في حُب السماء ، وَ زدادّ بي بالكمّ غير المعلوم.
راودتني بعض الأسئلة وكانت مثل الليل مُعْتِمَة :
هل تبتسم السماء وتضحك ؟
في حزنها هل تشكوا ويترقرق دمعها ؟
إن كان لها الأخِلاء من هُم يا ترى ؟
وماذا عن موسيقاها المُفضلة ؟
هل لها أسرار تُخبئها مثلنا ؟
غلبني النعاس وقد انتهى حديثي بهمهمة أنني سأمضي أتقصى جواباً لتِلك الأسئلة .
ومع تسلل خيوط الذهب عبر زجاج النافذة وجدت أن شعور البهجة يحتضنني بشدة كطفل غلبته شدة الشوق فاختار العناق متحدثاً ينوب عنه ، كان ذلك أول جواب يخبرني (بمدى) فرحة السماء وابتسامتها التي غمرت أرجاء الكون ، حين استبشرت بقدوم النهار .
عقدتُ نية أن أبدأ يومي كما فعلت السماء مبتهجة مبتسمة لا أدع مدخلاً لغير السعادة يُفتح على مصراعيه .
وما أن أصبحت الشمس في كبِد السماء ، إلا وقد بدت تختفي رُوَيْدًا رويدا ، كان ذلك جيش الغيوم الذي ملأ أقطار السماء حينها . كان منظراً مُهيباً حتى اعتراني مزيج من شعور الدهشة والرهبة .
وظهر لي كما لو أن الغيوم تُلقي بأسهم من البرق وعَلت أصوات ضجيج الرعد وكانت نبرته حزينة .
كان ذلك الحدث يُعرب عَنْ حُزن ألم بالسماء فلم تسطع أن تُخفيه فأجهشت بالبُكاء ، لقد خفت بريق أحد النجوم إلى أن انطفأ مُعلناً بذلك غياباً لا عودة بعده .
كان ذلك النجم رفيقاً حميماً للسماء، نقياً كالماء لامعاً في كل لياليها الظلماء وكأن لسان حاله يقول لن أدعكِ وحيدة .
توالت الإجابات وقرعت بابي بشكل مستمر لم تترُكني في حيرتي.
علمتُ بعدها من هُم أخِلاؤها ، قَمَر يرافقها طيلة الشهر مذ كان وليداً إلى أن غدى شاباً جميلاً حتى إنتهى بِه كونه كهلاً عجوزًا، وشمس ذهبية في كل يوم تهمس في أُذُني السماء كوني باهية الحُسن لا تدعي دمَامة تُصيبُكِ ، كانت لها الأم الحانية .
وحشدٌ غفير من النجوم يطوقونها حُباً صادقاً لا يُريدون منها مقابلاً .
وعن موسيقاها، كان تغريد العصافير وحفيف الشجر ، وصوت السواقي على حواف اَلتُّرَع ، وتلاطم موج البحر ، وصوت الطواحين في الحقول، أسطوانة لا تملّ سماعها في كل يوم .
بعد كل هذه الإجابات انقطع الصوت وأرخى الليل سدوله، مخبراً إياي أن أكتفي بهذا القدر ، لأن المتبقي من الإجابات هو أمر تُفضل السماء الاحتفاظ بِه لنفسها .
و لقد ساقني حُبي للسماء البحث عن حقيقته؛ فوجدت أنه إنعكاس لداخلي أنا السماء و أمي الشمس و القمر أبي ، إخوتي النجوم السرمدية التي لا تنطفيء.
________________________________________
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة ادناه تفضلوا بالمتابعة :
تويتر :
سناب شات :
https://www.snapchat.com/add/shababeksglob19
انستقرام:
https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك :
https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار المنوعة الدخول : http://www.shababeks.com
مُبدعه 👌🏻
ابدعتي وسلمت اناملك وكلنا نجومك وسندك اخوتك واخواتك🖤👌