د. نجلاء محجوب.
قاتلةٌ تلك الكلمات التي تُحْدِث بالقلب جروحًا لا تلتئم، وتترك أَثَرًا في الذاكرة مريرًا لا يمحى مهما مر الزمن، تذرف العين دُمُوعًا، كلما دنت تلك الكلمات من القلب، وعلقت بالذاكرة، فبعض الأشخاص كلماتهم طلقات تُصِيبْ في مقتل، قد تنهي حياة البعض، إذا كانوا من أصحاب المشاعر الحساسة، فَكَثِيرًا ما سمعنا بِوَفَاة بعض الأشخاص حُزْنًا من كلمة أصابتهم في مقتل.
وأصحاب تلك الكلمات القاتلة ثلاثة أنواع: نَوْع يحب بشدة، نَوع يبغض بشدة، وَنَوْع رَمَادِيَّ لا يحب ولا يبغض. النوع الذي يحب بشدة يوجه نصيحة قوية المعاني والتعابير، مؤلمة، وذلك لأنه يخشى على عزيزٍ له أن يقع في الخطأ، ويخشى عليه أن يتألم، أو يمر بأزمةٍ تهزمه، فيؤلمه هو دون أن يشعر، بتوجيه النصيحة له بكلمات شديدة، على النفس أن تتحملها، تترك في القلب جروحًا لا تندمل، لكن حقيقة الأمر، أنه أمرٌ غير متعمد، فهو لم يحسن اختيار كلماته، لأنه في حالة خوف على عزيزه أن يخطئ.
أمل شديد البغض، فيتعمد إيذاء الآخر وإصابته في مقتل، هؤلاء هم أصحاب القلوب المعتمة، يتلذذون بإيذاء الآخرين، أفواههم تُخرِج طلقات متتالية من الرصاص، فتجرح القلوب، وتؤلم النفوس، كلما تَحَدّثَت أفواههم القاتلة، تُظْهِر كلماتهم ما تخفيه قلوبهم من بغض، تُصِيب حَتْمًا بأذى.
أما النَوْع الثَالِث الرَمادِيّ، فلن تستطيع تحديد إذا ما كان يتعمد أن يلحق الأذي بغيره، أم لا، لأنه لا يحسن التعبير، وقد تنزلق منه كلمات تصيب بالأذى دون أن يشعر، لديه لا مبالاة، لا يفكر قبل أن يتحدث، ولا ينتقي كلماته بعناية.
هناك ضرورة لاختيار الكلمات بدقة، لأنها إما أن تسعد من يسمعها، أو تقتله. قال الله سبحانه وتعالى؛ “أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ“ .
وقد جعل الله سبحانه وتعالى الكلمة الطيبة صدقة.
تصدق بطيب الكلام، فبعض الأشخاص ترنو إليهم النفوس من طيب كلامهم وعذوبته، فكلماتهم تزهر محبة، كلما تفوهوا بزهرة وأهدوها للآخر، أشرقت الوجوه بالابتسامة.
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة أدناه
تويتر : Tweets by shababeks_1
سناب شات https://www.snapchat.com/add/shababeks_1
انستقرام: https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك : https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار تفضلوا بزيارة موقعنا : http://www.shababeks.com