الكاتبة : د. فتيحة بن كتيلة – الجزائر .
تعتبر مشكلة الطلاق الصامت من المشكلات التي تدمر العلاقة الزوجية، أو تنذر بخطر يواجهها، وقد يكون هذا الإنذار إيجابيًا، إذا تم تداركه من الطرفين واحتواؤه في بدايته والتفطن له، وقد تصيب الزوجين أو أحدهما بسبب ضغوط الحياة ومتطلباتها، كمشاكل الأطفال، والعمل واختلاط الأدوار بين الزوجين، فيسبب فتورًا عاطفيًا بين الزوجين، مما يدفع أحدهما أو كلاهما للصمت أو الابتعاد عن الآخر، وعدم الرغبة في الخروج أو ممارسة أية هوايات كانت تمارس من قبل، وكل ما يرغب فيه هو الاستلقاء أو الصمت والشرود، وكلما زاد الابتعاد والصمت، تتفاقم المشكلة حتى تصير خطرًا يهدد استقرار الأسرة، وقد يصعب تجاوزها، ولهذه المشكلة عدة أسباب منها:
1- انعدام الحوار بين الزوجين: العديد من الأسر تفتقد للحوار الهادئ الدافئ ومعظم حواراتهم طلبات وأوامر فقط، أسلوب الشرطي والمتهم أو الخادم والمخدوم، وهذا من أخطاء العلاقة الزوجية، فينبغي أن يوجد بين الزوجين حوارات كحوار الأصحاب والأصدقاء حوار مفعم بالمزاح والعفوية، والمشاركة التفاعلية بعيدًا عن النقد وتصيد الأخطاء، وقد يعود سبب انعدام الحوار إلى طبع في شخصية أحد الزوجين كأن تكون طبيعته الهدوء والصمت وقلة الكلام فيتكلم على قدر السؤال فقط، وهناك من يعتقد أن المزاح مع الشريك يقلل الوقار والهيبة.
2- انعدام الانسجام والتوافق بين الزوجين: و يعود انعدام الانسجام إلى الاختلاف في الهوايات والثقافات والطباع والاتجاهات بين الزوجين، بسبب عدم التريث في الاختيار فقد يختار الزوج الزوجة لجسدها، وتختار الزوجة الزوج لماله أو لمكانته الاجتماعية، وعندما تذوب المثاليات وتتعرى الحقائق يجد كل منهما نفسه بعيدًا عن الآخر وكل منهم في برج عاجي بعيد عن شريكه، وكلما غاب التشارك والتفاعل بين الزوجين وزادت الفجوة بينهم انعدم الحوار.
3- الصورة المثالية للشريك: بعض الأزواج ينظر للزواج أو الشريك نظرية مثالية غير واقعية، ولكن بعد الزواج سرعان ما تتعرى الحقائق و ينصدما بالحقيقة التي قد تسبب لهما إحباطًا وفشلًا في إدارة العلاقة، وبالتالي الانسحاب من العلاقة الزوجية ليسودها الروتين والملل.
4- ضغوط الحياة المستمرة: كثرة المشاغل اليومية، والالتزامات الحياتية، وعدم القدرة على ملاحقة التطور السريع.
ولعلاج هذه الظاهرة نقترح مجموعة من الحلول العملية وهي :
1- مصارحة الشريك : عند الرغبة في الصمت والشعور بالتعب ينبغي أن نعلم الشريك برغبتنا في الانسحاب والعزلة لفترة، للملمة الشتات وأخذ قسطًا من الراحة والهدوء من أجل استرجاع الطاقة والقوة.
2- أن تتفهم الزوجة حالة زوجها وأن لا تلاحقه بالأسئلة ما بك؟ هل تحبني؟ ماذا حدث؟ بل تترك له مساحة الهدوء ولا تغمره بالمشاعر معتقدة أنه يحتاج للاحتواء، فالرجل يحتاج أن يدخل كهفه ليستعيد نشاطه، فكل ما تعمله الزوجة هنا هو مشاركته أنشطته وهواياته، أو المشي معه في الهواء الطلق أو الجلوس معه إلى مائدة الطعام مع توفير أصناف محببة له أو تغيير الروتين اليومي كاعتماد المفاجأة الزوجية تقديم هدية أو شئ محبب لشريك، والمرونة في التعامل وعدم التعصب للرأي وتصيد الأخطاء.
ومهما كان فكل أسرة تتعرض لهزات تنغصها، فينبغي التصدي لهذه المنغصات بحكمة وروية ونتعلم فن إدارة المشكلات الزوجية حتى تسير القافلة بأمان ولا ننسى أن الزواج ميثاق غليظ. فلنتقِ الله في هذا الميثاق.
________________________________________
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة أدناه تفضلوا بالمتابعة :
تويتر :
سناب شات :
https://www.snapchat.com/add/shababeksglob19
انستقرام:
https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك :
https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار تفضلوا بزيارة موقعنا : http://www.shababeks.com