بقلم : إبتهال عدنان .
جبرائيل: هي تدرك جيداً أنها تحب هذا المكان ولذلك تزوره كثيراً، الجميع يعلم ذلك ولكن في ذات الوقت لا أحد يعلم شيئاً عن تلك الزهور التي تُصِر وفي كل مرة على أن تكون رفيق رحلتها، ففي كل يوم تدخل من باب المقهى أدرك أنها هي حتى ولو لم أنظر إليها بعد، كأن بستانا من الزهور قرر احتساء الشاي الأخضر، أعلم هذا لأنني من يأخذ طلبها كلما أتت، فهي تشبه الزهور التي تحملها رقيقة وعطرة برائحة فواحة إلا أنهاهي كانت الشمس والزهرة، كانت مضيئة لها هاله ذهبية، لم تكن ترتدي إلا اللون الأبيض لقد كانت غريبة للكثرين ولكن بالنسبة لي كانت مثيرة للاهتمام، تملك نوعًا من الدفء يملأ كياني بالشوق لمنزلي في الريف، مازلت أتذكر أول مرة رأيتُها، مددت يدي قليلا لأعطيها قائمة الطعام رفَعت عينيها باتجاهي وهزت رأسها يمينًا ويسارًا مع ابتسامة رقيقة وقالت: أريد فقط الشاي الأخضر شكراً لك، تسمَّرت في مكاني وأعتقد أنني في هذه الثانية سبحت الله أكثر مما فعلت طوال حياتي.
منذ أن تعرفت اليها أصبح التسبيح عادة يومية لي، بدأت مغامرتي الصغيرة عندما أتت في مرة وذهبت إليها مسرعا لأقول لها الشاي الأخضر مجددًا أليس كذلك؟ قالت: نعم بكل هدوء، لحسن حظي في ذلك اليوم أطالت البقاء وكانت تكتب باسترسال على جهازها المحمول، تناثرت الأقلام حولها ودفتر ملاحظات دائما أراه بحوزتها، لملمت شجاعتي المتناثرة التي لم يسبق لها وأن تبعثرت إلا أمامها.
تقدّمت كما يتقدم الجندي نحو المعركة بكل بسالة رغم وجود احتمال الربح والخسارة، وقلت: بعد ساعة سنغلق المكان ولا يوجد الكثير من الزبائن هل بإمكاني أن أرى ماذا تكتبين؟ ارتجفت في داخلي وتعرقت يداي خجلًا وخوفًا من رفضها لكن كان جوابها سريعا ولطيفا!؟ كيف لا وهي سيدة الزهور قالت: نعم، يمكنني أن اشاركك جزءا مجنوناً ومعطوباً وفي داخلي ارتسمت الصدمة على وجهي إزاء كلماتها فلم اتوقعها، قالت سأشاركك ما أكتبه أنا اكتب قصتي في طفولتي لأحرر ألمي ولربما يستفيد منها بعض الذين عانوا من نفس مشاكلي مَرَّرت الجهاز المحمول لي بدون حتى أن أعرف اسمها أو أي شيء آخر اوه لقد اصحبت صديق الكتابة الخاص بها! تراقصت فرحا في داخلي ثم بدأت القراءة بنهم وسرعة لأكتشف من تكون أنثى زهور عباد الشمس.
مرحبا بكم في عالم ابتهال أنا هي الأنثى المتمردة والغريبة وأحيانا كنت المحطمة لكنني لملمت أجزائي بطريقة مثالية حتى أصبحت أثنى الزهور لم يكن الأمر سهلا على الإطلاق فقد كنت الفتاة الوحيدة في عائلتي التي تملك شعرًا أجعداً وأيضًا تختنق الكلمات في حلقي كلما أردت التحدث صُنفت من أصحاب اضطراب التأتأة وكذلك عشت في أسرة منفصلة سأحكي لكم من البداية.
أمي هي محوري هي قوتي هي من علمتني المعنى الحقيقي للإنسانية علمتني التسامح هي دائمة السلام الداخلي لكن لم أستطع فهم صمتها أمام الأحداث، لقد كنت أسكنُ أنا وامي في منزلِ جدي أما أخوتي بعيدا عني في مدينة أخرى مع والدي، لم تكن الحياة سهلة بالنسبة لأمي فقد عُضلت من الزواج مجددا لتحقق حلم جدتي الغالية بأن تبقى إحدى بناتها متواجدة حولها لخدمتها ولم يعارض أحدٌ هذا الأمر إطلاقا، ففي كل مرة يتقدم رجل لوالدتي كان الأمر أشبه بصراع الجبابرة لكن دون وجود عدو ،لأنها لا تملك حولا ولا قوة أمام بطشهم لعله كان سلاماً داخلياً لا أفهمه، أما أبي فهو إنسان قوي مكافح حنون أستطيع أن أجزم أني أمتلك أفضل والدين ولكنني أمتلك كذلك ظروفا ضبابية، لا أستطيع التأكيد إذا كانت طفولتي كانت سوداء أو بيضاء لقد كانت رمادية باهتة و أحياناً تُشرق شمسها، لكن لديّ روح حرة متمردة تحب العدالة لنفسها ولمن حولها، وجسد لا يستطيع ان ينطق كلمتين على بعضهما إلا انهالت عليه الضحكات سحقاً لذكاء شديد ودقة ملاحظة عالية ونفسية فولاذية مع تنمُّر مستمر، أعتقد أنه في مراحل عديدة انصهر فولاذي ولكن لدي قدرة سحرية لإعادة التشكُّل، لقد قضيت جميع أيام طفولتي في منزل جدي الذي أحببته، كان يعج بالحياة في نهاية الأسبوع والعطلات الصيفية، كنا عائلة كبيرة ولنا مواقف كثيرة ،أما المميز بالنسبة لي في العطلات هو قدوم أخوتي كنت أستعد بفرح لقدومهم لا تفارقني ابتسامتي وعيناي تمتلآن بالحياة.
جبرائيل: توقفت عن القراءة التقطت أنفاسي وقلت: لنفسي كم أنا محظوظ لطالما كانت أسرتي متلاحمة منذ أن عرفتها لكن الأمر سهل بالنسبة لأمي وأبي لأنها لم يكونا زوجين قط بل كانا صديقين مقربين ولا أتخيل نشأتي بعيدا عن أخي كم أشتاق إليهم، عدت للقراءة بقلب تملؤه القوة والأمل كيف لطفلة أن تحتمل ابتعادها عن أبيها وأخوتها من الأفضل أن أتقبل أنا بدوري بُعدي المؤقت عن عائلتي عدت لإكمال القراءة.
مرت الأيام حتى وصلت إلى سن المدرسة ولا أجد وصفاً أفضل من هذا، تخيل شعور وردة حين تلقي بها في حقل من الأشواك، منذ الصف الأول الى الصف الثالث الابتدائي والتأتأة كانت رفيقتي الغليظة في الكلام والقراءة، كنت أشكل عبئا بالنسبة لأغلب المعلمات بسبب تأتأتي شعرت بعدم رغبتهم بي في فصولهم امتلأت نظراتهم التي تتراوح ما بين الاشمئزاز ونفاد الصبر، وبعض الأحيان كانت تتم مقاطعتي أثناء القراءة وعدم تركي أُكمل النص المطلوب، أما بالنسبة للطالبات حدث ولا حرج لقد وجدوا مادة دسمة للسخرية منها في عالم الأطفال. وهكذا حتى بلغت الصف الرابع وعقدت عزيمتي على أن أتخطى هذا الأمر وبالفعل تفوقت على ذاتي اعتزلت التأتأة في الكلام لكنها ترافقني في القراءة، لكن لا بأس اصحبت حياتي الاجتماعية أسهل انتهيت من المرحلة الابتدائية بكل قوة، ثم انتقلت بعزيمة الى المتوسطة لم يحدث الكثير إلا أن تأتأتي في القراءة ما زالت تشكل حاجزًا أمامي، أما الأمور الجيدة في هذه المرحلة هي معرفتي بذاتي الحقيقة والقدرة أخيرًا على الوقوف في وجه من يسيئ إلى والدتي؛ لقد ازددت قوةً وصلابة من الداخل، هذه المحاسن كلها كانت تتلاشى في اللحظات التي أمسك بها كتاب مادة المطالعة، فأصاب بنوبة هلع ترافقها التأتأة لقد كان الأمر أشبه بالغرق مَعدة مشدودة وأنفاس ترفض أن تُلفظ ووجهي كأنه يطلب النجدة في هذه الأثناء أستطيع سماع صوت ضحكات الطالبات والقليل من نظرات الشفقة ممن لديهم الاخلاق أما المعلمة فقد كانت تصرخ بصوت مرتفع يزيد توتري وتصحح لي كل كلمة حتى فقدت القدرة على الكلام ،وتكرر هذا النمط من السلوك عدة مرات.
كنت أتعامل مع الأمر بكل سرية لا أستطيع أن أخبر أحدًا عن شعوري بالخجل من ذاتي وتناقضي الشديد بين ضعفي وقوتي.
جبرائيل: رفعت عيني من الجهاز ونظرت إليها بكل رقه لأنني أدركت جيدًا أنها تكره نظرات الشفقة في الحقيقة خشيت أن تحرمني من شرف متابعة القراءة لقصتها قلت لها متعجبًا: يبدو أن حياتك لم تكن بالسهولة التي يعكسها مظهرك يا ابتهال! أشهد لك بقوتك لكن حان وقت إغلاق المكان، هل من المناسب لك أن نكمل القراءة في الخارج؟
نظرت إليّ بنظرات كانت مزيج ما بين السخرية من طلبي والخجل منه! قالت بصوتها العذب: لا سأعود غدًا يا صاحب العينين الخضراوين، جبرائيل: رأيتها تحاول التقاط اسمي من شارتي ولكنها اختارت أن تقول لي صاحب العينين الخضراوين يا إلهي قفز قلبي لدرجة إصابتي بنوبة هلع كما وصفتها، أقفلت شاشه جهازها والتقطت أقلامها وكتبها من الطاولة وزهور عباد الشمس وقدمت لي واحدة! متابعة قولها شكرًا لوقتك لم أنطق كلمة واحده، أراها تذهب بشعرها الكستنائي الأجعد الثائر مثلها على أكتافها وردائها الأبيض لحقت بها مسرعاَ انتظرك غداَ. كان طريق العودة إلى منزلي في ذلك اليوم مختلفًا لأنها لم تفارقني كأنني أحملها في داخلي.
لطالما كنت الفتى العاطفيّ في عائلتنا ولكن في الحقيقة أنا فقط أؤمن بالتقاء الأرواح وأعلم يقينًا أن الأرواح تعرف بعضها قبل الأرض، إنما أجسادنا المادية فقط تنسى تلك المعرفة.
لم أكف عن التكفير بها منذ أن التقت عيناي بعينيها ازدادت شغفًا بها، لقد كنت محقاً حين قلت إنها مثيرة للاهتمام عرفت سر هالتها الذهبية وهو قوتها الداخلية في التغلب على كل ما مرت به من صغرها، لعلي أسالها عن سر حملها لأزهار عباد الشمس؟ أنا أختنق حقًا من الفرح كلما أتذكر أنها لاحظت لون عيني سحقًا ربما عليً التقدم لخطبتها هل ستقبل بمهاجر إلى بلادها ؟ لازال الأمر مبكرًا جدًا على هذا التفكير، ربما عليّ السيطرة على عواطفي.
نمت بهناء واستيقظتُ بنشاط مارست رياضتي الصباحية المعتادة ارتديت ملابسي وضعت عطري واتجهت للعمل، أدعو من الله أن تأتي مبكراً حتى أستطيع أن أرى تلألؤ عينيها الذهبيتين في ضوء الشمس، أنها ابنة الشمس بامتياز.أسمع صوت فتح باب المقهى وانبعاث الرائحة العطرة أنها هي ، تقدمت كالمعتاد إلى طاولتها وجلست بكل سكينتها الملفتة، أحضرت الشاي الأخضر لي ولها والقليل من كوكيز الشكولاتة المفضل بالنسبة لي ،مشيت إلى الطاولة بابتسامة عريضة وقلت: كيف للشمس أن تشرق مرتين ؟! ردت بثقة بالغة أهلا بك تفضل يمكنك أن تتابع القراءة لكن أليس لديك عمل؟ ضحكت بصوت مسموع وقلت لها: أخذت اليوم من رصيد إجازتي لأكون رفيق الكتابة الخاص بك طوال اليوم. لم تبدِ أي رد فعل تجاه كلامي سوى أنها فتحت جهازها وقدمته لي وقالت تابع القراءة وأخبرني برأيك لم يتبقَّ إلا القليل.
تابعت القراءة بكل حب وسكينه كأن مشاعرها غمرتني وامتدت لي كما يمتد شعاع الشمس.
هكذا قضيت المرحلة المتوسطة بين السقوط والصعود بالنسبة لوالدي عندما أذهب إليه أحيانًا في عطلات الأسبوع كان الأمر جيدًا، حتى أنني اصحبت أتقبل أخوتي من والدي وأحبهم.
رغم أن أشقائي انفصلوا في شقة صغيرة أمام منزل والدي منذ عدة سنوات لأن زوجته لم ترغب بنا لقد حدث هذا عندما كانت أختي في الخامسة عشر فقط وأخي مازال في المرحلة الابتدائية ، لقد كانت أختي أمًّا صغيرة لنا أتذكر جيدًا كيف كانت تحاول تسريح شعري الأجعد والكثيف حاولت جاهدة أن تكون أختا وأمًّا في آنٍ واحد كم أحبها تلك المشاغبة المفعمة بالحب والعطاء.
ببعض الإصرار من أختي ليعود أبي إلى أمي نجح أمر بمعجزة بعد انقضاء 16 عامًا من الانفصال، كُنت وقتها قد انطلقت إلى المرحلة الثانوية لا يمكنني أن اخبرك عن مدى سعادتنا أنا وأخوتي إلا انها لم تدم فبعد ستة أشهر تطلق والدايَّ مجددًا، وهذه المرة مختلفة لأننا أستمرينا بالعيش معاً أنا وأمي وأخي وأختي وكان أبي قريبًا منا يأتي لزيارتنا في أي وقت ونتواصل معه بسهولة لقد كان وقتاً سعيداً لنا جميعًا وأخيراً أستطيع أن أخبر الجميع أن طلاق أمي وأبي كان طلاقًا ناجحاً.
من أهم الإنجازات في مرحلة الثانوية هي أنني حسمت أمري تجاه تأتأتي التي لم تشفَ بالكامل، ولكن تقبلتها وعلمت أنها كانت تأتأة نفسية وليست عضوية وكان هذا ضوء الأمل بالنسبة لشفائي، وبالنسبة لشعوري تجاه شعري أصحبت ألُهم جميع الفتيات ذوات الشعر الأجعد في أن نتوقف عن محاولة السخط عليه إنما الفخر بما نحن عليه، عشنا في منزلنا بكل سلام وسعادة، ثم انتقلت لدراسة الجامعة في مدينة أخرى وتخصصت بعلم النفس لمساعدة من هم مثلي ها أنا فخورة بكل ألم مررت به.
جبرائيل: انتهيت من قراءة قصتها ونظرت إلى عينيها جيدًا وقلت لها: أولًا لا يمكنني التفكير في وصف أفضل للجمال من شخص لا يخشى أن يكون على طبيعته، ثانيًا سأقتبس من جلال الدين الرومي لأصف حالك:” لعل الله يأخذك من حال لآخر ويجعلك تختبر الشعور ونقيضه ليجعل لك جناحين لتطير بهما إليه وليس جناحًا واحدًا”
بالمناسبة اسمي جبرائيل وسعيد جدًا بلقائك، لكن ما هو سر زهور عباد الشمس؟
ابتهال: ابتسمت ابتسامة مليئة بالامتنان ونظرت وقالت: ممتنة لكلماتك اللطيفة وبالمناسبة أنا اعرف أسمك مسبقاً جبرائيل ،وسعيدة بلقائك ومشاركتك لوقتك معي كنت أتوق لأن يقرأ أحدهم ما مررت به وينظر له كما أنظر له أنه إنجاز.
وضعت يديها على الطاولة وقالت : أنا لا أجهلك أشعر باتصالي معك على مستوىً مختلف لو لم نتحدث لاستمر حديثنا بأعيننا كما يحدث دائمًا، في البداية شعرت بالخوف من شدة تحديقك بي ثم بدأت أشعر بالأمان وأنك متواجد حولي دائمًا، وأحببت التواجد معك في نفس المكان مرارًا وتكرارًا يسعدني أن أسمع عنك منك.
جبرائيل: لم يدهشني كلامها، وكنت مستعدًا لأشاركها حياتي وقلبي وليس فقط قصتي، أنا أسكن في الريف ولدي أخ واحد وعلاقتنا العائلية متينة انتقلت إلى هنا كمهاجر بسبب سوء الوضع الأمني في دولتي، قرر والداي أن نذهب أنا وأخي للعمل والدراسة خارج دولتنا بينما بقي والداي في البلد.
أنا أدرس وأعمل في نفس الوقت لأقوم بدفع رسوم دراستي وفي نفس الوقت أسعى بعد التخرج للم شمل أسرتي، هنا تبدو قصصنا متشابهة وإن كانت في ظروف مختلفة ألهمتني قصتك لأن أستمر في العمل على ما أريد تغييره وأن أقبل ما لا أستطيع تغييره بصدر رحب، أخبريني فقط ما سر رائحة الورود العالقة بك وحملك الدائم لزهور عباد الشمس.
قالت: سأخبرك قصتي معها، فأنا عندما انتقلت إلى هنا تعرفت إلى سيدة كبيرة بالعمر اسمها دلال تقوم بصناعة الأدوية البديلة والزيوت والصابون العضوي يدويّ الصنع، أعتدت نذهب أنا وهي إلى بعض الحقول المجاورة للمدينة و في مرحلة ما أصبَحَت السيدة دلال لا تستطيع القيام بهذا الأمر لذا بدأت أذهب يوميًا لأحضر لها الزهور وبالأخص زهور دوار الشمس، أُغرمت بالورود بشتى أنواعها وفي كثير من الأحيان عندما يسمح لي الوقت أساعدها في صنع المستحضرات ويكون الأمر وكأننا في مغامرة خيالية في عالم أليس في بلاد العجائب وكهذا أصحبت آنسة الزهور.
سألتني هل تحب أن تخوض هذه التجربة معي؟ قلت لها بالتأكيد فأنا فتى الريف محب الزهور والطبيعة وبعد ساعة من الحديث ودعتني، وقالت لي: استعد لمغامرتنا في صناعة رذاذ الورد قلت لها : أنا بين يديك وها أنا أودعها بانتظار أن نصنع قصة جديدة معًا.
________________________________________
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة أدناه تفضلوا بالمتابعة :
تويتر :
سناب شات :
https://www.snapchat.com/add/shababeksglob19
انستقرام:
https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك :
https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار تفضلوا بزيارة موقعنا : http://www.shababeks.com