بقلم د. فتيحة بن كتيلة، الجزائر.
شخصية الطفل وبناؤه النفسي يتأثران بنوع المعاملة الوالدية، ولها الأثر الكبير في ذلك، فقد أكدت العديد من الدراسات النفسية، أن أسلوب معاملة الآباء للأبناء في مراحل النمو الأولى يؤدي إلى البناء النفسي السوي أو المضطرب، وهذا يتوقف على نوع المعاملة الأبوية، فإذا كانت قاسية وعنيفة خالية من الدفء الأسري والعاطفي انعكس ذلك على جهازه النفسي، ويكون هذا الطفل عرضة للاضطرابات النفسية والاجتماعية والانحرافات السلوكية مما يعيق نموه السوي مستقبلاً .
وإذا كانت المعاملة مملؤة بالدفء والعطف والتقبل والتشجيع، وكان المناخ الأسري سوي خالٍ من العنف والتعنيف والرفض، انعكس إيجابًا على النمو السوي للطفل مستقبلا .
والكثيرون يتساءلون :
كيف يسيء الآباء للأبناء أو ماهو تعريف الإساءة للأبناء؟ .
تعرف منظمة الصحة العالمية الإساءة للطفل بأنها جميع أشكال المعاملة الجسدية أو العاطفية، أو الجنسية السيئة، أو المعاملة المهملة المؤدية إلى إلحاق أذى فعلي أو محتمل بصحة الطفل وبقائه وتطوره ونموه أو كرامته.
وللإساءة الأبوية صور عدة منها:
1- الإساءة الجسدية: وتظهر في آثار الضرب على جسد الطفل، كالخدوش، والحرق والكسر، فالكثيرون يعاقبون الطفل معاقبة قاسية ويتحججون بأنهم يربون وهذا أسلوب خاطئ في التربية.
2- الإساءة النفسية: وتتمثل في الإساءة المعنوية كالكلام الجارح وإهانة الطفل، ووصفه بصفات بشعة تقلل من كرامته وقيمته أمام الآخرين، أو تهديده بالطرد والعقاب إذا فعل كذا أو لم يفعل كذا.
3- الإساءة الجنسية: وتتمثل في إكراه أو استغلال الطفل في أي سلوك جنسي، أو الاغتصاب أو التحرش أو البغاء.
والمعاملة السيئة للأبناء لها أسباب تساهم في انتشارها وظهورها ومن أهم هذه الأسباب نذكر :
1- عوامل أسرية واجتماعية : وتتمثل في غياب الأب المستمر عن جو الأسرة سواءً للسفر أو العمل أو الطلاق، وغياب الأم مما يشعر الطفل بالحرمان العاطفي ويترك شرخًا عميقًا في نفسه، ويكبر وهو محتاج للحنان والعطف، كذلك الزواج المبكر الذي لا يسبقه تأهيل نفسي وتربوي للآباء ؛ مما يجعلهم فاقدين القدرة على تحمل المسؤولية الأبوية ولا يدركون الطرق التربوية الصحيحة.
2- العوامل النفسية: البناء النفسي للآباء ينعكس سلبًا أو إيجابًا على تربيتهم للأبناء، فالخبرات السيئة لهم تظهر في تربيتهم لأبنائهم إذا لم يتم علاجها.
لذلك وجب على الآباء ألا يسيئوا للأطفال، وأن يتعلموا فنون التربية الصحيحة من مصادرها الحقيقية، وأن يعالجوا جراحهم الطفولية حتى يتمكنوا من تربية أطفالهم تربية سليمة، وأن بحضور دورات وندوات تهتم بالتربية، وعلى الدولة أن تساهم في نشر الوعي الأسري وفتح قنوات تواصل مع الأسرة المعنقة.
________________________________________
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة ادناه تفضلوا بالمتابعة :
تويتر :
سناب شات :
https://www.snapchat.com/add/shababeksglob19
انستقرام:
https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك :
https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار المنوعة الدخول : http://www.shababeks.com