الشاعر / جاسم الصحيح .
وَطَنٌ عليهِ يُعَرِّشُ (القرآنُ)
فـظِلالُهُ (الآياتُ) و(التِّبيَانُ)
حَفَرَتْهُ فينا الذكرياتُ؛ فحينما
ننسَى، يُذَكِّرُنا بهِ النسيانُ!
وتَفَحَّصَ الأجدادُ (حِمضَ) تُرَابِه
فرَأَوا بـأَنَّ تُرَابَهُ إنسانُ
شيخٌ وما غَلَبَتْ عليهِ خديعةُ الـ-
ـأحجارِ ساعةَ يَهـرَمُ البُنيانُ
الوَردُ غَرسُ لسانِهِ؛ فإذا انثنَى
مُتَحَدِّثًا فـحديثُهُ البستانُ
يمتدُّ من موجِ (الخليجِ) ذراعُهُ
وتُتِمُّهُ في (جِدَّةَ)، الشُّطآنُ
ويُطِلُّ من أُفُقِ (الرياضِ) جبينُهُ
فتُضِيءُ ملءَ جنوبِهِ، (جازانُ)
لم يَتَّحِدْ فيهِ المكانُ بـآخَرٍ
حتَّى تَوَحَّدَ منهما الوجدانُ
فإذا البلادُ على البلادِ أضالعٌ
تحنو، وقلبٌ ينحني، وحنانُ
وَطَنٌ عَشِقْنَاهُ فـكانَ دليلَنا
للعالمينَ، بـأَنَّنا شُجعانُ
فالعشقُ أَوَّلُ ما يكونُ شَجاعةٌ..
ما خاضَ شوطَ العاشقينَ جبانُ!
{ { {
وَطَنٌ تَوَشَّحَ بالضياءِ كأنَّما
للشمسِ حول مُتُونِهِ قُمصَانُ
مِرآتُهُ عَكَسَتْ كمالَ وُجُوهِنا
حيث المرايا كُلُّها نُقصانُ
ما ضَيَّعَ السَّاري إليهِ طريقَهُ
فـلَهُ على وجهِ الضُّحى عنوانُ
ولَهُ بـذاكرةِ القفارِ أيائلٌ
ولَهُ بـذاكرةِ البحارِ جُمَانُ
وَطَنٌ بهِ روحُ السماءِ تَبَرَّعَتْ
للأرضِ، فَهْوَ سكينةٌ وأمانُ
في كلِّ عِرقٍ من عُرُوقِ رمالِهِ
يزهو ويَصْهَلُ: فارسٌ وحصانُ!
فكَأَنَّهُ من ذَاتِهِ في جحفلٍ
ورمالُهُ من حَولِهِ فُرسَانُ!
تجري السِّنينُ العاصفاتُ، وكلَّما
دَهَمَتْهُ، واضطربتْ بهِ الأركانُ
ثَبَتَتْ مراسيهِ فلم تَهْرُبْ بهِ
ريحٌ، ولم يَشْرُدْ بهِ طوفانُ
هيهاتَ يُنْزَعُ من يقينِ جذورِهِ
وَطَنٌ؛ يَشُدُّ كيانَهُ (سلمانُ)!
مَلِكٌ إذا افتخرَ الملوكُ بـتَاجِهِمْ
أَضْحَتْ بهِ تتفاخرُ التيجانُ
يزدانُ بالشَّعبِ الجميلِ، ومَنْ رَأَى
مَلِكًا سِوَاهُ بشَعبِهِ يزدانُ؟!
قالتْ لهُ الأيامُ إنَّ عنانَها
عاتٍ، وطبع حِبَالِها العصيانُ
فاجْتَاحَهَا بـفَتَى الطموحِ (مُحَمَّدٍ)..
والاِسْمُ –مِلءَ زمانِهِ- رَنَّانُ!
أخشى عليَّ إذا كتبتُ حياتَهُ
أنْ أنثني وقصيدتي بركانُ
هذا الذي – بـيَدٍ – لَوَى أَيَّامَهُ
لَيًّا، وما استعصَى عليهِ عِنانُ
عَقَدَ القِرَانَ على ولايةِ عَهدِهِ
وكذاكَ يُعقَدُ للطُّموحِ قِـرَانُ
فَاضَتْ فُتُوَّتُهُ عليهِ كَأَنَّـهُ
نهرٌ؛ وكلُّ مياهِهِ فِتيَانُ!
{ { {
وطني.. وما كلُّ الأماكنِ كعبةٌ
تُؤتَى، ولا كلُّ النداءِ أذانُ
بِكَ آيةُ (البلدِ الأمينِ) تَجَسَّدَتْ
من قبل أنْ تتجسَّد البلدانُ
والوحيُ رفرفَ من سَمَاكَ فعُمِّدَتْ
بجلالِ قُدسِكَ هذهِ الكثبانُ
ما دُمتَ يا وطنَ النجومِ قَضِيَّةً..
ما للنجومِ مع الحيادِ مكانُ!
أنا والذينَ على (ثُغُورِكَ) عَسْكَرُوا
سِيَّانِ؛ يصهرُنا بكَ الإيمانُ
كُلٌّ يُهَيِّئُ للفِدَاءِ سِلَاحَهُ
ولَدَيْهِ من أفكارِهِ ميدانُ
هذي خنادقُنا؛ يكادُ بـصَدرِها
يَتَوَحَّدُ البارودُ والريحانُ!
فـأَخِي على (ثغرِ) القِتَالِ مُرَابِطٌ
حيثُ الرِّباطُ قنابلٌ ودُخانُ
وأنا على (ثغرِ) الجَمَالِ قصيدةٌ
تَحمِيكَ حين يَخُونُكَ الغربانُ
{ { {
________________________________________
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة ادناه تفضلوا بالمتابعة :
تويتر :
سناب شات :
https://www.snapchat.com/add/shababeksglob19
انستقرام:
https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك :
https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار المنوعة الدخول : http://www.shababeks.com