د. غادة ناجي طنطاوي. Ghada_tantawi@
في خضم ما يدور حولنا من فوضى تثير جدل أصحاب العقول الحصيفة، يتلاعب بنا مد تطور التكنولوجية ويسحبنا جزر إنعدام الإنسانية، تموج بنا حرب ما بعد الإنسانية، لتلقي بنا على شاطئ الحرب السابعة، إنه مشروع الإستعباد الرقمي يا سادة.
تحدثت كثيرًا عن حقبٍ مختلفة من حروبٍ تم زجنا بها، خضناها دون اختيار ودون سابق معرفة، وعن عددٍ من الحقب منها؛ حرب الجيل الأول.. حربٌ تقليدية يخوضها جيشان بالسيوف، حرب الجيل الثاني.. حرب عصاباتٍ بالبنادق. حرب الجيل الثالث، الرابع والخامس، حرب الحيلة والردع بالشك ضد كل ما يهدد الأمن القوم والسلام العالمي، حرب ابتدعها النظام الأمريكي، (حرب اللا دولة) جَنَّد فيها وسائل الإعلام ونشر شائعاتٍ سببت تراخٍ ملحوظ في مفاصل الدولة، واستخدم منظمات المجتمع المدني، المعارضة، العمليات الاستخبارية، الشركات الأمنية الخاصة، والنفوذ الأمريكي في أي بلد لخدمة مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وسياساتها الاستراتيجية. حرب الجيل السادس، حربٌ تُدار عن بعد، من خلال استخدام شبكات الإنترنت لهدم أركان أي دولة وإفشالها. حرب تتنوع فيها الوسائل الذكية لتشمل استخدام الطيور والحيوانات كأدوات للتجسس، حربٌ تبنتها وكالة داربا التابعة للبنتاغون.
والآن نحن بصدد حرب جديدة في مسماها ومختلفة في مضمونها، حرب الجيل السابع..!! غايةٌ بات الوصول إليها طموح بعض العلماء، وأطماع بعض الشركات ورجال الأعمال، وأحلام قوى دولية، الوصول إلى نسخةٍ معدلة للإنسان. مصطلحاتٌ كثيرة يتناقلها المحللون، لعل أبرزها وأكثرها دقةً هو مصطلح Transhumanism (ما بعد الإنسانية).
الإستعباد الرقمي، حربٌ يصبح الإنسان فيها مجرد رقمًا مسلسلًا ضمن قائمة من الأشخاص والآلات ينفذون الأوامر التي توجه لهم عن بعد، بشكل تلقائي دون تفكير. ولربما كانت أبرز وسائلها، ما يعرف اليوم بشريحة الدجال..!! التي تستطيع السيطرة التامة على الشخص ليصبح مسلوب الإرادة، عن طريق إرسال أوامر صوتية لمراكز السمع فينفذها دون نقاش.
قرصنة بيولوجية، تغيرات جذرية تؤدي إلى نهاية الكائن البشرى الكلاسيكي. ومن هنا ظهر مصطلح سايبورج (cyborg) في السينما والتليفزيون وتجلى في أفلام الخيال العلمي، كائن يتكون من مزيج من مكونات عضوية وبيو ــ ميكاترونية. مخلوق نصفه بشري ونصفه الآخر آلي. والكارثة الأخرى هي السعي للقضاء على الفطرة البشرية الصحيحة، نشر المثلية الجنسية تحت شعار الحرية، لتحقيق غاية المليار الذهبي. وهذا يعزز الوصول إلى فكرة الإنسان الآلي، مخلوق مجرد من المشاعر، يفتقر لأساس عقيدةٍ راسخة، الأمر الذي يتوافق أيضًا مع مخططهم لنسف جميع الأديان.
ندور في دائرةٍ محكمة، لا نعلم ما الذى يمكن أن يفعله أصحاب تلك الأجندات..؟؟ ربما ستحدث حروب جيدة للقضاء على البشر العاديين، تنجو منها فقط شريحة فاحشة الثراء، لبشرٍ بعقول نصف إلكترونية وبلا أخلاق. فإلى أين المصير..؟؟
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة أدناه
تويتر : https://twitter.com/shababeks_1
سناب شات https://www.snapchat.com/add/shababeks_1
انستقرام: https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك : https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار تفضلوا بزيارة موقعنا : http://www.shababeks.com