تقرير – منى الشباني.
تسجيل صوتي منها ذات – يوم جمعة – كان كافياً حتى أتخذ القرار للذهاب برفقتها إلى بيت الفنانات (حقاً) البيت الذي يحتضن الجميع ” بيت الفنانات “.
في يوم الجمعة ذاك وبعد وصولنا بدقائق، لاحظت أنها تخلع عنها عبائتها وترتب الوان جديدة قد ابتاعتها، لتضعها أمامها مع لوحة قد زينتها بعض الخطوط من قبل، كل ذلك لم يستغرق منها دقيقة أو أكثر لتكون جاهزة للبدء بلوحة أو لإكمال لوحة من لوحاتها وأنا مازلت أحمل عبائتي بين يدي وعيني تراقبان تحركات” أمل “وتنقلاتها السريعة بين الألوان واللوحات. سرعتها- تبارك الله – حرضت سؤال عفوي على الإنطلاق من بين شفتي؛ “أمل، هل تنوين إقامة معرض؟”.
وكأنها كانت تتوقع سؤالي، فأجابت بالتفاته مغمّسة بابتسامتها المضيئة؛ ” نعم”.
( أمل… قد الوجود )
وفي البدء كانت “الكلمة”، ولقد كانت كلمتها ” نعم “، . وكان معرضها..
“أمل قد الوجود” إختارت هذا المعنى الجميل ليكون عنواناً لأفكارها ومشاعرها المتضاربة حيناً والمتصالحة مع الحياة حيناً آخر. اختارته عنواناً لكل من يبحث عن ” أمل” فهي كما تشعر بأنها… “قد الوجود”. أو لعلها هنا تخاطب ” الأمل” وتدعوه ليكون ” بمقدار الوجود”.
يوم الإفتتاح.. لا يشبه سواه.
كان يوم الإفتتاح يوم – وبلا شك – لا يشبه سائر الأيام في حياة “أمل” فتواجد أحبتها (والدتها، ولديها وأصدقائها) والتقائهم أخيراً و وجهاً لوجه بشيئ من أفكارها ومشاعرها، كل ذلك كان يعني لها الكثير والكثير. لقد عبرت بسعادة حين سُئلت عن شعورها في ذلك اليوم.. “شعور شخص تخلص من مجموعة من المشاعر، ويستطيع الآن فقط أن ينام”.
لغة ” الأمل” الحميرية القديمة في لوحات ” أمل”
الفن التجريدي “التعبيري”، والذي انتجته عقلية عاشت ويلات الحرب العالمية الثانية، لم يكن أبداً بالفن السهل، ولو اختفت الآراء من حوله. إنه (الواقع) حين نجرده من كل الحسابات ومن كل علامات التعجب أو الأسئلة التي لا تجد إجابات مقنعة. إنه مشاعر إنسان أراد أن يقول رأيه الخاص في حقيقة ما.
لقد وجدت الفنانة “أمل” ضالتها في هذا ” الفن “. فكل لوحة من لوحاتها تخبرك أنها أمسكت بقصة ما في يوم ما ثم تركت تلك القصة أو الموقف أثراً عميقاً في روحها.

من يعرف “أمل” يعرف أنها قليلة الكلام، تنظر فقط. ..تتأمل. وهذا ما وجدته في لوحاتها التي و- للمفاجأة – تضمنت الكلمات الأحب إلى كل نفس بشرية سوية.. (سلام، وطن، أمل، حب) .. بهذه الكلمات اختصرت رأيها في الحياة. نقشتها بألوان زاهية و(بعبقرية فكرية) – من وجهة نظري – استخدمت حروف اللغة الحميرية القديمة، لا لشيئ إلا لتلفت انتباهنا إلى مطالب الحياة الأربع، ولتخبرنا أن هذه المطالب كانت تعيش مع الإنسان منذ الأزل.
في لوحاتها يمكنك أن تلاحظ الإنسان الذي يعيش عناصر الحياة الأربع، فالوجوه المندسة بين الخطوط والبقع اللونية لا تخطئها العين، والأنثى كانت حاضرة وبقوة في بعض اللوحات، فبين عروس تشي ابتسامتها بـ ” أمل ” جديد في حياة حالمة يملؤها السلام عبرت عن ذلك بخلفية وردية زاهية وبين لوحة جميلة أخرى لوجه فتاة تبتسم، يمكنك ملاحظة اختفاء إبتسامتها تدريجياً وكأنها تريد أن تخبرك عن سبب “حزنها”، بين هاتين اللوحتين لا يمكنك أن تُغفل “الأمل” الذي يحاول دائماً الخروج من رحم الألم. في كل لوحة من لوحاتها وجدت الإنسان حاضراً وبقوة بين خطوط قد تبدو عشوائية وبقع لونية ضبابية وكأنها تقول.. “إنها الحياة”.
الرمز الديني وبيئة المدينة المنورة كانا يزينان بعض اللوحات بشكل ملفت وكأن “أمل ” أرادت أن تخبرنا أن جزء كبير ومهم من “الأمل ” الذي تعيشه وتجسده في لوحاتها استقته من حبها للخالق ولمسقط رأسها “المدينة المنورة..المدينة الأحب “.
من الصعب جداً علي معرفة ماهية مشاعرك في اليوم الأخير من عمر معرضك يا “أمل” أو تخيلها، كل ما يمكنني تخيله فقط هو كل الذين” تأملوا ” لوحاتك واستطاعوا أن يشاطروكِ شيئاً من روحك ويعرفون أن أملكِ.. قد الوجود.. لقد تخيلتهم يتشاركون أمنية صادقة واحدة.. (إلى الأجمل والأجمل يا أمل).

المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة أدناه
تويتر : https://twitter.com/shababeks_1
سناب شات https://www.snapchat.com/add/shababeks_1
انستقرام: https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك : https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار تفضلوا بزيارة موقعنا : http://www.shababeks.com
الاحاسيس والمعاني في غاية الروعة شكرا للفنانة الجميلة التي لامس احساسها قلوبنا .. 🌹