الكاتبة : الجوهرة القفاري.
رفعتها ببطء، اردتُ أن أنتشي بشيءٍ من رائحتها أو لعلي أريد أن أسكب منها حلمًا تعطر منها واختفى، لكنها وقعت.
وقعت زجاجة العطر، انكسرت، تناثرت، جلست على ركبتيَّ أحاول أن ألملم قطع الزجاج لعلي أجمعها، ألملمها، أرجعها، لكن شظاياها جرحت أناملي، نهضت وجلست على أريكتي المخملية، أنظر لبقايا الزجاج المصطبغ بلون دمي، شعرت بحزنٍ يحبس أنفاسي، لا أعلم حزناً على جراحي أو انكسار عطري أو لعلي حزينةٌ لأن يداي خذلتني ولم تمسك جيداً بممتلكاتي!.
دقائق تسابق دقائق، ولا أعلم كم مر منها، لكنه مر، فقانونها السير ولا تتوقف لأحدٍ أو من أجل أحد.
أخذت نفسًا عميقاً فانتشيت برائحة العطر المكسور.
لم يتهشم كالزجاج، لم يتجرح كأناملي، لم يتبخر كأنفاسي، بل صبغ الجدران والستائر وشبابيكي وملابسي، برائحته التي تجعل قلبي يرفرف، وروحي تبتسم وأنفاسي تنتعش، تلفتُّ حولي وإذ برائحة العطر في كل مكان، نهضت ولملمت الزجاج ومسحت دمائي، وأبدلت ملابسي التي وجدتها متعطرة دون أن اعطرها.
ونظرت لصورتي بالمرأة، فقلت لها لا عليك ولا تحزني، فلولا انكسار زجاجة عطري لما خرجت كل هذه الرائحة الجميلة التي صبغت المكان ومن بالمكان.
الانكسار قد يكون منحةً من الله ليستخرج أجمل ما بداخل زجاجاتنا.
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة أدناه
تويتر : https://twitter.com/shababeks_1
سناب شات https://www.snapchat.com/add/shababeks_1
انستقرام: https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك : https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار تفضلوا بزيارة موقعنا : http://www.shababeks.com