د. غادة ناجي طنطاوي.
Ghada_tantawi@
مؤخرًا شاعت قصصٌ كثيرة عن مشاكل الخادمات، بعضها محزن وبعضها الآخر مفجع، الأمر الذي أحدث ضجةً كبيرة إعلامية وإجتماعية، وأصبح هناك عبئًا آخر يثقل كاهل رب الأسرة، فعوضًا عن القلق الذي يساوره بخصوص استقدام خادمة تساعد في مهام البيت، أصبح هناك هاجس أكبر يستحوذ على تفكيره بخصوص وضع هذه الخادمة من الناحية النفسية والإنسانية، الأمر الذي بات مقلقًا لبعض الأسر ومهددًا لمصداقية المكاتب المسؤولة عن استقدام الخادمات. وما زال الجدل قائم، يثير العديد من التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذه المشكلة، وما هي الحلول الواجب اتباعها لتجنب حدوثها.
وتجسدت هذه المشاكل في الوطن العربي، بصورٍ باتت تشكل ضغطًا نفسيًا حيث أصبح قرار الأسرة لاستخدام الخادمة ليس بالأمر السهل. كان أبرزها هروب الخادمات من المنازل بسبب سوء معاملة الأسرة لها من ناحية إنسانية بحتة، كحرمانهم من الطعام أو الإجازات المستحقة. الضرب أحيانًا في حال حدوث تقصير في أداء العمل، وهذا في حد ذاته أمر غير مقبول بتاتًا، أو السرقة التي اتخذت عدة أشكال مؤخرًا كسرقة النقود، ملابس الأطفال أو مجوهرات ربة المنزل العاملة.
على صعيدٍ آخر هناك مشاكل أكبر .. يقضي الطفل مع الخادمة وقتًا أطول مما يقضيه مع أمه، فهي توقظه من النوم تحضر له طعام الإفطار ثم تأخذه إلى المدرسة، وتعود ظهرًا حتى ترجعه للمنزل حتى يقضي باقي اليوم معها، ويكتسب الطفل منها مفرداتها وثقافتها الإجتماعية التي نشأت عليها والتي قد تكون مخالفة لثقافتنا في كثير من الأوقات.
المحزن في الموضوع أن تلك المشاكل تفاقمت بشكلٍ كارثي، وتطورت لتأخذ أشكالًا أسوأ، كتعذيب الأطفال والتحرش بهم، استخدام السحر والشعوذة لإيذاء أفراد العائلة وصولًا للقتل، مما اضطرت السلطات لدراسة هذا الموضوع بشكلٍ جدي، واصدار لوائحًا جديدة تنص على وجوب عرض الخادمة على جهاتٍ نفسية مختصة بعد خضوعها للكشف الطبي.
ختامًا.. الموضوع كما أرآه من وجهة نظري الشخصية يثير لدي الكثير من التساؤلات.. !! لا يوجد إنسان يتبع سلوكًا عدوانيًا يجعله مجرمًا بالفطرة إلا في حالات شواذٍ مَرَضية قليلة..!! فلابد من توفر أسباب وعوامل مساعدة تدفعه لذلك. لكل فعل ردة فعل، مساوية له في المقدار ومعاكسة له في الإتجاه.
عزيزي رب الأسرة.. عزيزتي ربة المنزل، عندما تقوموا بحبس الخادمة ومنعها من ممارسة حقوقها الطبيعية كنفسٍ بشرية تحتاج للراحة، الاستجمام وخلافه، تسيئوا معاملتها وتستخدموا سياسة القمع والإجبار، ما الخيار الذي يبقى لديها.. ؟؟
عزيزتي الأم .. الخادمة لا تقوم بوظائف أمومتك عندما تعجزين عن القيام بها، ما هي إلا عامل مساعد فقط، فما حك جلدك مثل ظفرك.. !!
عزيزتي الزوجة .. الخادمة ليست عاملًا بديلًا فيما يختص بشؤون المنزل عندما ترجح كفة اعتبارتٍك الأخرى على كفة مسؤولياتك الزوجية..!!
يا سادة قال صلى الله عليه وسلم؛ “إخوانكم خَوَلُكُم (بفتح الواو- أي مخولون بقضاء حوائجكم) جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم بما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم”.
و في حديثٍ آخر؛ “أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه”.
ودائمًا تذكروا.. إن توليتم فارحموا.. !!
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة أدناه
تويتر : https://twitter.com/shababeks_1
سناب شات https://www.snapchat.com/add/shababeks_1
انستقرام: https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك : https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار تفضلوا بزيارة موقعنا : http://www.shababeks.com