د. غادة ناجي طنطاوي.
Ghada_tantawi@
أدهشني البعض عندما صنفوا فيلم “هيبتا” بأنه فيلمٌ تافه، مع أنه عرض مفهومًا حقيقيًا عن الحب والعلاقات.
الحب.. ذلك الشعور الذي يعترينا ويستحوذ على تفكيرنا في لمحة البرق، إنه حيلة الطبيعة لتجمعنا بأشخاصٍ نرتبط بهم، فتخيم السعادة على حياتنا وتقلل من خوف العيش بمفردنا.
شعورٌ يبحث عنه الجميع ويريده بشدة، لكن عندما يتحقق هذا الحلم، نكتشف أمورًا لم تكن بالحسبان..!! ويسيطر علينا هاجس القرار الخاطئ، ونبدأ في التفكير والقلق ونترقب ساعة الفراق.
مالا يعلمه الجميع، أن للحب سبعة مراحل يمر بها (هيبتا بلغة الإغريق). أولها اللقاء ثم الاحتواء والعطاء، تليها مرحلة الروتين والوهم، ثم الإدراك، ثم الحقيقة والقرار، وآخرها عشقٌ وتضحية..!! وما بينهما حدٌ فاصل في استمرارية تلك العلاقة، يتلاشى بها الحلم تدريجيًا، حتى يصبح دوام تلك العلاقة ضربًا من المستحيل.
نظرةٌ، فابتسامة، ثم موعدٌ ولقاء.. بعدها نقع في الحب..!! وتبدأ الرحلة بالإحتواء والعطاء.. أول مراحل الحب وأكثرها متعة. احساسك بوجود شريك في حياتك يؤمن بقدراتك، يقتسم معك يومه بساعاته وثوانيه، وكل ما تمر به معه يُشعِرك بالأمان..!!
فنحن دائمًا نعطي الأولوية في الحياة، على صعيد الوقت والعاطفة، لمن نحب. نشعر بهم على الرغم من بعد المسافة، ونراهم في كل الوجوه. ومن الطبيعي أن يقودك هذا الإحساس إلى السعادة بهذه الشراكة.
ثانيها وأجملها، تسارع دقات قلبك، واللمعة التي تظهر في عينك عندما ترى من تحب..!! تكتفي بوجوده وتبحث عنه دون غيره من الناس.. بل وتفقد احساسك بالزمن معه، كلها دلائلٌ تشير إلى السعادة..!! فهي مرحلة نشعر فيها بالدفء لقربنا منه، حياتك لم تعد ملكًا لك وحدك، وسعادتك ليست حصرًا عليك..!!
أما المرحلة الثالثة فهي الأصعب..!! اختبارٌ لقوة هذا الحب، مرحلة شبح الروتين والتحرر من وهمه..!! يعتري الطرفين احساسٌ بفتور العلاقة، ويعتقد كلٌ منهم بأنه فقد الإهتمام ومحوريته لدى الآخر، وللأسف هنا تنتهي أغلب العلاقات..!! متجاهلين بأن بداية الحب الحقيقي تكمن فيها..!! فما بعدها هو إدراكٌ لحقيقة كامنة، مرحلة شاقة، تنتهي بقرار، قد تصبح فيه تلك العلاقة هي مستقبلك المشرق الواعد مع من أحببت فيما بعد.. لكن هذا الأمر يحتاج القوة والصبر من الطرفين.
وأخيرًا نصل لأسمى مراحل الحب.. ألا وهي التضحية وتوحيد القوى..!! الإحساس العام الذي يكسر الأنا بداخلك، مجرد التفكير في ارضاء من تحب لتراه يبتسم، احساسك بأنه يحتل الحيز الأكبر من تفكيرك، يدفعك دومًا لكي تضحي بالغالي والنفيس حتى يكتفي بك دونك عن الآخرين، فتسعى جاهدًا لتوحيد طاقاتكم في اتجاهٍ واحد، لتبدأ أولى مراحل العشق..!!
أنت تحتوي.. أنت تعطي.. أنت سعيد بالمشاركة.. أنت متحرر من وهم الروتين.. أنت العاشق المضحي.. إذًا أنت تحب..!!
وبما أنك تحب.. إذًا أنت موجود..!!
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة أدناه
تويتر : https://twitter.com/shababeks_1
سناب شات https://www.snapchat.com/add/shababeks_1
انستقرام: https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك : https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار تفضلوا بزيارة موقعنا : http://www.shababeks.com