الكاتبة : غزوى العتيبي.
مقولة لفت سياجها حول فكره وتمكنت منه وما زال صداها يسيطر على عقله “لا تبرح حتى تبلغ هدفك “.
حاول وحاول أن يدفعها من أعالي قمم عقله المتردد لتهوي في قعر الزمن وتتوارى ولكن محاولاته باءت بالفشل فقد كانت هذه العبارة قوية شديدة البأس بإحاطتها، فتناهى إلى ذاته أنه لا مفر من الرضوخ والاستسلام.
مما أجبره على النهوض ليصل إلى المطلب الذي يراود مخيلته في كل وقت وحين والذي لا يهدأ مهما بذل من جهود، لكن الحيرة أصابته فمن أين يبدأ، وما هي نقطة البداية حتى يصل للهدف المرجو، أدخلته حيرته في صراعات ومشاحنات مع عقله ما بين المضي والاستسلام.
إلتف في دثاره وتوجه إلى باحة منزله وجلس على كرسيه المعتاد، وما هي إلا لحظات حتى لمع على جبينه ضوء خافت يعلن شروق الشمس إيذانًا ببزوغ يوم يملؤه التفاؤل.
رنت عيناه نحو الشمس ولسان حاله يقول: إنك لم تسلطِ علي ضوءك إلا لأمر جلل، وفي غفلة من شرود ذهنه باغته خيال قادم من بعيد اقترب منه ووضع يده على كتفه وخاطبه قائلًا: قم معي أيها الهياب، أحس بخيوط مشاعره المتوجسة منه تسري في جسده، سبح في فضاء فكره وكأنه غاب عن الوعي وفقد حضور ذهنه لكنه استجمع قواه وقال: من أنت ؟ وماذا تريد ؟
أنا قافلة أفكارك المتبعثرة، أقبلت عليك لأدلك على نقطة انطلاقك الأمثل حتى تتخلص من عالمك الفوضوي، وتصل إلى هدفك المنشود، قبض على يديه وسار معه وهو لا ينبس ببنت شفه حتى وصلا إلى طريق متفرع المخارج، التفت الغريب نحوه وقال: هذه هي لحظتك الحاسمة وعليك إختيار طريقك الذي تحدثك نفسك بالمضي فيه وعليك تحمل تبعات ما يواجهك عند مسلكه، وما أنا إلا مرشد لك لن أفرض عليك رأيًا ولا وجهة تسير فيها.
أدرك أنه جاء أوان الإقدام والجرأة لاتخاذ قرار انتصاره على خدع من اغرقوه في حفر المستحيل ووحل الخذلان، تقدم ببسالة وامتطى دراجة الحياة وحرك عجلات الثقة في ذاته، مردفًا معه مرشده، وسار بتؤدة في طريقه، فيرى يمنة ويسرة تجمعات، وكل بقعة تحوي أفرادًا مختلفين ويوجهون إليه نظرات متجهمة عابسة، مر بجوارهم ناظرًا إليهم ومعاتبًا نفسه، كيف صدقت هؤلاء ؟ فقد كانوا يسقوني بكلامهم كؤوس الخنوع ويجعلوني أحظى بالخيبات، ويمنعوني من التقدم ويحاولون هتك سحب إنجازاتي، وجعلها ضئيلة متواضعة في نظري ونظر الأخرين.
تابع طريقه ببال مشغول ثم توقف عند بقعة فضاء خالية وصرخ بصوت عالٍ أنا من أوقفت الزمن على إنجازاتي بإصغائي للمتلونين الذين يحاولون دفن هيمنتي واستحواذي على المواهب المتألقة في ذاتي مستميتين بالقضاء عليها، التفت نحو رديفه فلم يجد له أثر، أيقن أنه مبعوث من أفكاره المتبعثرة لينتشله من تردده ليحلق بذاته نحو قباب المجد والرفعة.
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة أدناه
تويتر : https://twitter.com/shababeks_1
سناب شات https://www.snapchat.com/add/shababeks_1
انستقرام: https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك : https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار تفضلوا بزيارة موقعنا : http://www.shababeks.com