د.غادة ناجي طنطاوي.
Ghada_tantawi@
منذ عام ١٠٨٠ ميلادي، تنبأ القديس (هيبدان) بقيام حرب عالمية ثالثة ذات طابع مدمر، وإذا تتبعنا مسار الحروب في العصور الوسطى، نجد أن معظمها ذات طابعٍ ديني، لذا فمن السهل التنبؤ بأسباب الحرب القائمة حاليًا.
بصيغةٍ أخرى.. ما يحدث الآن بين المسلمين واليهود، ما هو إلا انعكاس لما يجري من حروبٍ طائفية قائمة في لبنان، ثم مؤامرة حالية على العراق، وفتن أُثِيرَت مؤخرًا في سوريا، و بالطبع مسك الختام لإشعال نار الفتيل هو تهويد القدس.. القرار الصهيوني الذي صدر مؤخرًا بلهجةٍ تعسفية واضحة في خطاب (بينيس) نائب الرئيس الأمريكي في الكنيست الإسرائيلي، أعرب فيه عن تبعية القدس لليهود منذ قديم الأزل، متناسيًا أنها قدسنا لا عاصمتهم، وأقصانا لا هيكلهم. الأمر الذي استفز المسلمين ودفعهم للقيام بمظاهرات أمام مبنى الكنيست، كانت نهايتها طرد النواب العرب من قاعة المؤتمر.
ولا يسعني سوى أن أنوِّه بأنّ القدس المحتلة مدينة إسلامية الديانة، عربية الجنسية، كنعانية الهوية، فلسطينية الأصل منذ آلاف السنين، ولم يثبت عبر التاريخ وجود أي أثر للصهاينة فيها.
والسؤال الذي يطرح نفسه.. منذ متى كان لِقَتَلةِ الأنبياء وطن بعد تيهٍ دام أربعين سنة..!! حتى تكون القدس عاصمةً لهم..!! التاريخ لا ينفي دَخَول بنو إسرائيل القُدس فِي عَهدِ النبي دَاوُد وَابنِه سُلَيمَانَ -عَلَيهِمَا السَّلَامُ- أقاموا فيها قرابة سَبعِينَ سَنَة فَقَط..!! هِيَ عُمرُ اليَهُود فِي القُدسِ بِلَا زِيَادَةٍ وَلَا نُقصَان، لَمْ يَكُن لَهُم عَهدٌ بِتِلكَ المَدِينَةِ يَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ الزمَان، وَهِيَ فَترَةٌ قَصِيرَةٌ جِدًّا مِن تَارِيخِها الذي يَتَكَوَّنُ مِن مَرَاحِل طَويلَة، كُلُّ مَرحَلَةٍ مِنهَا دَامَت مِئَاتِ السِّنِين.
أولها المَرحَلَةُ العَرَبِيَّةُ الَّتِي استوطنت فِيهَا قَبَائِلُ كَنعَان العَرَبِيَّة فَلَسطِينَ واستَمَرَّت زهَاءَ أَلفَينِ عام، تَعَاقَبَ بَعدَهَا عَلَى القُدسِ مَن تَعَاقَب، وتعَاقَبَ عَلَى غَزْوِ فَلَسطِينَ وَحُكمِهَا وَالإِقَامَةِ فِيهَا أُمَمٌ عَدِيدَةٌ منها الأَشُورِيِّينَ، البَابِلِيِّينَ، الفُرْس، المِصرِيِّينَ اليُونَان وَالرُّومَان. وَقَد أَقَامَ كُلٌّ مِن هَؤلَاءِ مَرحَلَةً تَارِيخِيَّةً أَطوَل مِنَ السَّنَوَاتِ السَّبعِينَ الَّتِي عَاشَهَا بَنُو إِسرَائيلَ دُونَ أَنْ يَدَّعِيَ أَحَدٌ مِنهُم مَا يَدَّعِيهِ اليَهُودُ فِي زَمَانِنَا هَذَا مِن أَنَّ لَهُم حَقًّا تَارِيخِيًّا فِي فَلَسطِينَ.
علاوةً على ذلك عندما دخل المُسلِمُونَ المَدِينَةَ وتَجَوَّلَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- فيها مَعَ (صَفَرونيُوس) الذي كان أُسقُف المَدِينَةِ – آنذاك – لِيَرَى معالمها لَمْ يَكُن هُنَالِكَ مَعبَدًا وَلَا هَيكَلاً يَهُودِيًّا وَاحِدًا، وَلا يغيب عن الذكر أَنَّ الصَّحَابَةَ -رَضِي اللَّهُ عَنهُم- وَعَلَى رَأسِهِم عُمَرُ -رَضِوَانُ اللَّهُ عَلَيهِ- أَقَرُّوا النَّصَارَى عَلَى مَا كَانَ لهم مِن مَعَابِد، لَمْ يَمَسُّوهَا بِسُوء، لَم يَهدِمُوها وَلَمْ يَستَولُوا مِنهَا عَلَى شَيئ، ولو كَانَ لِليَهُود مَعبَد فِي مَدِينَةِ القُدسِ في تلك الفترة لَأَبقَاه عمر رضي الله عنه عَلَى حَالِهِ.
وَمَعَ ذَلِكَ فَهُم يَدَّعُونَ الحَقَّ التَارِيخِيَّ فِي القدس، وَيَقُولُونَ إِنَّهُم أَحَقُّ بِهَا وَأَهلُهَا، وَأَنَّهَا مِلْكٌ خَالِصٌ لَهُم يُقَاتِلُونَ عَلَيهِ إِذْ هِيَ مَوعُودُ الرَّبِّ –بِزَعمِهِم- فَهُم كَذَبَةٌ فِي ذَلِكَ أما نحن.. فيتحتم علينا المطالبة بهوية الأراضي المغتصبة باسم الإسلام و العروبة كأولى القبلتين، ثالث المسجدين، مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم و معراجه إلى السماوات العلى.
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة أدناه
تويتر : https://twitter.com/shababeks_1
سناب شات https://www.snapchat.com/add/shababeks_1
انستقرام: https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك : https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار تفضلوا بزيارة موقعنا : http://www.shababeks.com