الكاتبة : د. غادة ناجي طنطاوي.
Ghada_tantawi@
ضَجَّت مواقع التواصل مؤخرًا بسبب رحلةٍ لبعض مشاهير السوشيال ميديا إلى المالديف..!! حملات سبٍ وقذفٍ انهالت على تلك الشخصيات، وتجرأ البعض للحديث عن العرض والشرف، والفئة الرابحة كالعادة نَصَّبُوا أنفسهم آلهة. أخرجوهم من الملة، وطالبوا الدولة بتطبيق أقصى العقوبة عليهم. بالطبع فلديهم صكوك الغفران..!!
في واقع الأمر، محتوى أولئك المشاهير لا يناسبني، فمحتواهم فارغٌ من وجهة نظري الشخصية. لكن السؤال الذي يفرض نفسه : ألم يكن ذاك المحتوى هو ما لفت أنظاركم في بداية الأمر..؟؟ ألم تكونوا سببًا قويًا لملايين حصدوها من خلف تعليقاتكم وتشجيعكم..؟؟ الجواب : بالطبع نعم..!! فما الذي تغير الآن ليدلي كلٌ منكم بدلوه الفارغ..؟؟
تعليقٌ سخيف من أحد المغردين مضمونه : كيف نتحدث عن الشرف في غيابه لدى تلك الشخصيات..؟؟ وآخرٌ محتواه. : تحملتم ذنب فساد أجيالٍ قادمة..!! بصرف النظر عن وجود مئاتٍ من رسل الفساد الصامتة في كل بيتٍ من بيوتكم، ولم يجرؤ أحدٌ منكم على الحديث عنها، لأن مسرحها في الأعماق..!! وكأن تلك الأجيال تنتظر تلك الرحلة لتكمل عقد الفساد.!!
استرعت انتباهي تلك الضجة، وأثارني فضول اللغط الحاصل حتى أعرف المزيد، وحقيقةً، لم أجد غرابةً فيما نُشِر، ولم يكن محتوىً مستهجنًا لما عهدتم من تلك الشخصيات يومياتٌ فارغةٌ من حياة البعض في رحلة سفر..!! فهل العذر هنا يكمن في الإعلان عنها فقط..؟؟ بالتالي هذا ينقض مبدأ التدين المزعوم لديكم. هل الله موجودٌ فقط في العلن..!! وإن ذاع صيت الفعل فجأة، يرتدي الجميع عباءة الفقيه ويبدأ بالتنظير..!!
والكارثة العظمى، سيل اتهامات وجود علاقةٍ مشبوهة تجمع تلك الشخصيات..!! الله أكبر..!! الآن أصبح الخوض في الأعراض تجارة رابحة..؟؟ باديء ذي بدء لا تعجبهم أفعالك فما تراه أنت صحيحًا ومقبولًا قد لا يكون مقبولًا اجتماعيًا لدى غيرك، يليها إنتقادٌ صارم لشخصك، ثم نعتك بمسمياتٍ ما أنزل الله بها من سلطان.
إما أن تكون متعسفًا مع المتطرفين فكريًا أو انفتاحيًا مواكبًا للتيار الإباحي، والختام مسك، يصدر عليك الحكم!! إما مرفوعٌ عنك القلم فتدخل الجنة، أو مرتدٌ قابعٌ في النار، وعندها تصيح الرويبضة وتتشدق بالحديث القائل: “من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان”.
وفقط للتوضيح، تغيره تبعًا لسلطةٍ تحكمها، لا لمنصة تصدر فيها أحكامك جزافًا على الناس، فسلطة التغيير باليد تقتصر على الحاكم، وسلطة اللسان خُصِصَت لعلماء الدين وإصدار الفتاوى، ولم يتبقَ لك كفرد سوى سلطة القلب..!! ولكن سبحان الله فجأة يصبح الجميع حاكمًا وداعية، ومفتٍ للديار..!!
كفوا ألسنتكم عن أعراض الناس، و قولوا للناس حسنًا فقد حُرِم على النار كل هينٍ لينٍ قريب من الناس، وتذكروا بأن الله كافٍ عباده، أسأل الله لي ولكم الهداية وحسن الخاتمة.
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة أدناه
تويتر : Tweets by shababeks_1
سناب شات https://www.snapchat.com/add/shababeks_1
انستقرام: https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك : https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار تفضلوا بزيارة موقعنا : http://www.shababeks.com