د. غادة ناجي طنطاوي.
Ghada_tantawi @
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ “يأتي زمان على أمتي القابض على دينه كالقابض على جمرةٍ من النار”.
قال البعض بأن سند الحديث صحيح، والبعض الآخر قال إن سنده جيد، وبصرف النظر عما قيل، لم أذكر الحديث حتى أناقش صحته من عدمه، بقدر الحقيقة الكامنة فيه والتي تتحدث عما يحدث في مجتمعنا اليوم.
اختلط الحابل بالنابل، نصبح في تعجب ونمسي على ذهول مما يحدث حولنا..!!
على ساحة المشهد السياسي، الدولة التي تندد بالعنصرية، هي نفس الدولة التي تكتمت فيها بعض المنظمات على جرائم العنصرية التي شهدناها مؤخرًا بكل جرأة علنًا على شاشة التلفاز، ولم يحرك العالم ساكنًا لإيقافها..!! اليد التي خَطَّت شعارات زائفة عن حقوق الإنسان، هي نفس اليد التي سلمت دروعًا للسلام لبعض الجهات المسؤولة عن الإبادة الجماعية لمسلمي الروهينغا وأصحاب جرائم تطهير العرق الجماعي، نفس الأصوات التي تشجب وتستنكر العنف الغير مبرر في الأرض المحتلة، تطالب بحقوقها الواهية في ملكية الأرض المسلوبة، ويرتكب جنودها أفظع الجرائم في مجتمعاتٍ مدنية ليس لها ناقة ولا جمل في الهرج والمرج الحالي، ويلتزم الجميع الصمت مرةً أخرى خوفًا من أن تحزن طفلة أمريكا المدللة.
في ميدان الفن، عجبٌ عجاب..!! سلامٌ وعناقٌ حار على الشاشة أمام الملايين، يليه سيلٌ من الشتائم والتهم المتبادلة من قبل نفس الوجوه المتعانقة، إما في مقابلات تلفزيونية أو على أحد مواقع التواصل الاجتماعي..!! وأخرى تنعت نفسها بالإعلامية الصادقة، بالطبع فهي صادقة جدًا في نقل الأسرار وكشف المستور على أكبر وأشهر منصاتٍ عالمية للإعدام وليس للإعلام..!!
انتهج نهج الرويبضة، تحدث بالتراهات عن كل أمرٍ ليس لك به علم، فتصبح سعادة المستشار..!! ضيفٌ تافه، ينتظره الجميع على القنوات الفضائية، اهتك ستر صديقك أو جارك، تَصَّيد هفوات الجميع، فتصبح شخصية مرموقة، صريحٌ لا تقبل في الحق لومة لائم..!! فيزيد عدد متابعيك، ويزيد دخلك المادي من المتاجرة علنًا بأعراض الناس، واضرب بحديث أبو هريرة رضي الله عنه القائل؛ “كلُّ المسلِمِ على المسلِمِ حرامٌ، دمُهُ، ومالُهُ وعِرضُهُ” عرض الحائط.
وهناك ميدانٌ آخر لا يجرؤ على الحرب فيه إلا بعض من انتهجوا النفاق وألبسوه نقاب سياسة القطيع، ويا حبذا لو خُلِطَ ببعض المفاهيم الدينية حتى يكون صداه أعلى ووقعه أشد على النفوس الضعيفة..!! اليد التي تكتب تعليقًا سافرًا لمدح إحدى الشخصيات الخليعة، هي نفس اليد التي تغرد ضد الدعاء بالرحمة للإعلامية شيرين أبو عاقلة، وفي مواقع أخرى تدعوا بالرحمة والغفران لبعض الدواعش..!! حتى يتحدث الجميع عن مدى صدق وإيمان ذاك الشخص، بالطبع فهناك يأكل التين وهنا يتذكر الدين..!! في أحد اللقاءات الإجتماعية يذكرك بصلاة الجماعة وفضل قراءة القرآن، وهو عاقٌ لأمه، قاطعٌ لرحمه، لا يوجد في قلبه طريق للبر بأهل بيته..!! ونسي أن نبي الأمة بُعِثَ ليتمم مكارم الأخلاق..!! أما الدين والنية فالله وحده أعلم بهما.
كم هو مسكين إنسان القرن العشرين..!! تائهٌ متخبطٌ بين تيار الصحوة وظاهرة الغفوة..!! وبصورةٍ أوضح لربما كان مصابًا بثنائي القطب، فهو تارةً مؤيد للمبدأ وتارةً أخرى معارض له في أبسط صوره.
والسؤال هنا؛ إلى متى..؟؟ إلى متى يرتدي البعض عباءة العفة نهارًا ويختال راقصًا على مسرح الفسوق ليلًا..؟؟ إلى متى سَيدَّعي الثقافة وخطابه لا يخلو من الأخطاء الإملائية..؟؟ إلى متى سيتظاهر بمعرفةٍ سببها الرئيسي قصاصات الأخبار وبعض الشائعات والأقاويل التي انتشرت على صفحات الصحف الصفراء..؟؟ إلى متى سيتصدق بيمينه ويوثق بشماله تلك اللحظة بكاميرة هاتفه الجوال..؟؟هل نحن في الزمن الذي وصف به الرسول صلى الله عليه وسلم الإسلام وقال بأنه سيعود غريبًا كما أتى..؟؟ أم أنه وقتٌ لا يتذكر الناس فيه من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه..؟؟
نحن أمةٌ عجبت من جهلها الأمم..!! أمة إقرأ التي لا تفهم ولا تقرأ..!! أمة قديمًا عبدت هُبَل والآن تتبع الهَبَل..!!
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة أدناه
تويتر : Tweets by shababeks_1
سناب شات https://www.snapchat.com/add/shababeks_1
انستقرام: https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك : https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار تفضلوا بزيارة موقعنا : http://www.shababeks.com