الكاتبة : د. فتيحة بن كتيلة – الجزائر .
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : الساعي عن الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال: (وكالقائم لا يفتر، وكالصائم لا يفطر). متفق عليه.
وعن سهيلٍ رضي الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا وكافل اليتيم كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما نسبيا، (البخاري).
فالأرملة امرأة فجعتها الحياة في فقد زوجها ، والفراق بعد مودةٍ وتآلفٍ فكرةٌ مؤلمةٌ جداً ، خاصةً عندما يكون هذا الفراق دون رغبتنا أو دون تفكير مسبق، مثل فراق الموت، فهو مؤلمٌ جداً، رغم إدراكنا أن الموت حقيقةً حتمية، ولا مناص منه.
وقد تواجه الأرملة العديد من المشكلات النفسية والاجتماعية كالقلق والاكتئاب، وذلك بسبب فقدان الزواج خاصةً الفقد غير المتوقع ، موت الفجأة فبعدما كانت زوجةً تعتمد في شؤون حياتها على زوجها ، تجد نفسها هي المسؤولة واجبٌ عليها القيام بالدورين، دور الأم والأب في وقتٍ واحد، والترمل أثره مؤلمٌ أكثر عندما تكون الزوجة شابةً صغيرةً في السن، وخاصة إذا كان لها أطفال، فهي تواجه شعور عدم الأمان الاجتماعي، والاكتئاب والقلق وعدم التوازن الاجتماعي والعاطفي والقلق، والقلق على مستقبلها ومستقبل أطفالها ويزداد الحال سوءًا إذا كانت الأسرة فقيرةً)وليس لها مدخول ولا معيل.
بالإضافة إلى شعورها بالفراغ العاطفي والسند الاجتماعي، لذلك تحتاج الأرملة إلى السند العاطفي، من طرف الأب، أو الأخ، أو أحدٍ من المحارم، حتى لا تشعر بالوحدة وتكون هشةً عاطفيًا وعرضةً للاستغلال من طرف النفوس الضعيفة.
وبما أن الترمل قدرًا وليس عارًا، فلتجعل الأرملة قدوتها الصحابيات الجليلات، فلم يكن الترمل عائقًا لهن عن ممارسة الحياة ومواجهة تحدياتها، فلا تجلسي حزينةً كئيبة، تندبين حظك التعيس وتقارنين حياتك بالأخريات، بل ثقي بقدر الله وكوني إيجابيةً وفاعلة، ولا تركني للحزن والتحسر والقلق والاكتئاب.
وشدة الحزن والألم تعايشهما الأرملة حسب شخصيتها ومدى قوتها وصلابتها النفسية، ومدى استعدادها النفسي لمواجهة الضغوط النفسية ومشاعر الفقد، فالكثير من الأرامل تجاوزن الفقد بطريقةٍ إيجابية، ولم توقف عجلة الحياة وسيرها عند فقد الزوج، فالحياة مستمرةٌ ومتجددة، فهاهي صفية بنت ميمونة بنت عبد الملك، وقد ترملت وهي في سن الشباب ووهبت حياتها لتربية طفلها اليتيم، فلم ترضَ بعد وفاة زوجها بالزواج رغم أن في ذلك العصر كان زواج الأرامل رائجا، لكنها تمنعت ووهبت حياتها لطفلها فأغدقت عليه الحنان والعطف، وكرست شبابها لتنشئته تنشئةً صالحة، فقدمت للأمة عالمًا من علمائها، إنه الإمام أحمد بن حنبل، هكذا كانت المرأة الحرة، قويةً أبية، تضحي في سبيل تقديم رجالٍ للنهوض بالأمة والعمل على نفع المسلمين.
_______________________________________
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة أدناه تفضلوا بالمتابعة :
تويتر :
سناب شات :
https://www.snapchat.com/add/shababeksglob19
انستقرام:
https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك :
https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار تفضلوا بزيارة موقعنا : http://www.shababeks.com