Site icon مجلة شبابيك العالمية

أتنفس تحت الورق.

بقلم : مريم الشكيليهسلطنة عُمان .

كان يمكن أن أكون أفضل مما أنا عليه الآن، لو إنك فككت أزرار حديثي معك حين كنت أطفو معك في سطح غيمة أحاديث لا يفهمها إلا نحن؛ حين كنا نسقط ثمان وعشرين حرفاً من فوهة أقلامنا إلى ذاك الجزء الضيق من أفراحنا، كان يمكن لهذا النزيف أن يتوقف لو أنك بقيت كما أنت ضميرًا “مستترًا عصيًا” على انحناءة وجع، ولو أنني بقيت كما أنا، أقتات كعصفورٍ من فتات مفرداتك على صفيح الورق المحروق، فكان يمكن لنا أن نتفادى هذا الانهيار المدوي لو أننا سمحنا لكتاباتنا الورقية أن تكون أصلب من الورق، وأعمق من جذور الشجر، وأشد من رياح السفر.
إنني الآن لا أحملك عبء هزائمي معك ولا أكتب لأتنصل من ظلي المنعكس لصورتك في مرايا نبضك.
قبلك لم أشعر أنني بحاجة إلى أحدٍ لينظر إلى ثقوب روحي التي تتمدد شيئًا فشيئًا في داخلي.
وبعدك لم أشعر أنني أغرق في بحر الألم لم أعد بحاجة إلى سترة نجاة تنتشلني من البقعة المظلمة.
كنت بحاجة إلى أن أمسك بملمس القلم أكثر من أن أشبك أناملي بيديك، كي أنصهر كالشمع في وعاء الورق الأبيض.

واليوم لا أستطيع حتى أن أصل إلى حدود السطر الأول لأكتب اسمك في صدر رسائلي كما كنت.
كان يمكن أن نكون الطرف الأقوى في مواجهة الصقيع الذي عصف بنا قرابة نصف فصل وعام.
كان يمكن أن نخرج كل ذخائرنا المخبأة تحت جلودنا، ونشعل الفوضى في رسائلنا، وليس هذا الفراغ المفزع والصمت المختنق وكأننا نتنفس تحت وهم الورق المبلول بأدمعنا.

________________________________________

المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة أدناه تفضلوا بالمتابعة :

تويتر :

سناب شات :

https://www.snapchat.com/add/shababeksglob19

انستقرام:

https://instagram.com/shababeks1?r=nametag

قناة شبابيك :

https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag

لمزيد من الأخبار تفضلوا بزيارة موقعنا : http://www.shababeks.com

Exit mobile version