Site icon مجلة شبابيك العالمية

وقالتْ أرض البدو


الشاعرة : هند النزاري .


بَدويةٌ عن كلِ مجدٍ حاضرةْ
من خيمتي أرعى شموسَ الحاضرِةْ


للعزِّ عِرْقٌ في أديمِ عباءتِي
ولهُ على وجهي الملوَّحِ ذَاكرةْ


لرُؤايَ في القفرِ الشَّموخِ معارجٌ
لخطًى لِما بعد الحضارةِ سائرَةْ


تتلو على الأيَّامِ أسفاري وكَمْ
بيني وبين بُروجِها مِن آصرةْ


تعدو عُيون الشُّهْبِ حولَ مَجرَّتي
ويدقُّ فيها كلُّ نجمٍ حَافِرَهْ


قولوا لمنْ ظنَّ البداوةَ عَثرتِي
إنِّي بِها دونَ الخِصالِ مُفَاخِرَةْ


كانت بِداياتي وما أنكرتُها
يا بؤسَ أربابِ القلوبِ النَّاكرةْ


كانتْ شذَى طيني وعَرْفَ مفاوزِي
وتعتَّقتْ بعد انطلاقِ الصَّافرةْ


وتبلورَتْ عُودًا فضوَّعَها الغَضَا
ليُديرَ في أفقِ الطموحِ مَباخرَهْ


كانت يَدي الأولى التي أطلقتُها
فإذا عُيونُ الكونِ فيها حائرَةْ


فَدنا لها غَدُها المُغرِّدُ عندما
شدَّتْ حزامَ الأمسِ حولَ الخاصرِةْ


رسَمتْ على وجهِ الصَّحاري نخلةً
تُسقى بأمجادِ البلادِ العامرَةْ


يدنو الحَيَا لعُذُوقِها فكأنها
تختالُ ناهيةً عليه وآمرَةْ


واستلَّتِ السيفَ القديمَ وكبَّرتْ
فهَوَتْ إلى الصرحِ العليِّ أباطرة


وامتدَّ لي دربُ الضياءِ ممهَّدًا
وجلالُ أوَّلهِ يباركُ آخرَهْ


قولوا له إني هنا في مَعقِلي
ومَلاحِمي حول الشموسِ مُسافِرَةْ


مِن خيمتي مَدَّ العُلا أغصانَهُ
وأدارَ رُبّانُ الفَخارِ بواخِرَهْ


قولوا لِهذا الآدمِّي إذا شكا
يومًا شتاتَ بصائرٍ مُتناحِرَةْ


أو أحْوجَتْهُ النائباتُ وخانَهُ
هذا الغرورُ مع الظروفِ القاهرَةْ


واحتاجَ مأوًى من عواصفِ دهرِهِ
فأبَتْ عليه حُتُوفهُ المتظافِرَةْ


إني هنا ما زلتُ قيدَ بداوَتي
منصورةً في العالمين وناصِرَةْ


فلينطلقْ عَجِلا ويقصدُ قِبلتِي
ليقولَ أهلًا للحياةِ الفاخِرَةْ


ويعيشَ ألوانَ الحضارةِ كلَّها
ويعودَ مولودًا بِرُوحٍ طاهرَةْ

ويُعلِّم الدنيا فنونَ بَداوتِي
ويكونَ عينًا للحقيقةِ نَاظِرةْ

________________________________________

المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة أدناه تفضلوا بالمتابعة :

تويتر :

سناب شات :

https://www.snapchat.com/add/shababeksglob19

انستقرام:

https://instagram.com/shababeks1?r=nametag

قناة شبابيك :

https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag

لمزيد من الأخبار تفضلوا بزيارة موقعنا : http://www.shababeks.com

Exit mobile version