الكاتبة : ضحى المطيري .
مرت فترة طويلة على إغلاق المنافذ البرية والجوية والبحرية بسبب جائحة كورونا، هذه الفترة الطويلة جعلت الكثيرين يعيدون النظر في تصرفاتهم السابقة، وثقافتهم السابقة والمحدودة عن السفر للخارج بالنسبة لفئة كبيرة من الناس.
ما جعلني أعيد النظر في هذه الثقافة المحدودة لدى البعض أمور كثيرة منها: حوار دار بيني وبين إحدى زميلاتي منذ وقت طويل وهي من جنسية عربية فقد قالت:
أنتم السعوديون كنتم السبب في رفع السلع علينا، نحن المواطنين في البلد وليس فقط على السائح العربي.
في ذلك الوقت تعجبت من تعليقها ولكن أمورٌ كثيرة تتالت علي، لتثبت لي صحة مقولتها هذه!.
الشعوب العربية بشكل عام لديها عادة سائدة لا توجد لدى الغرب، ألا وهي الكرم، ولكن الكرم والجود في الوقت الحالي أصبحا ضبابيان!
البعض لا يعرف الفرق بين التعاملات التجارية، وبين إخراج الزكاة، وبين الصدقة.
ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم مخارج الزكاة ومستحقيها، وذكر المستحقين للصدقة وكيفية إخراجها إن رغب صاحبها بالأجر لا الرياء، والذي هو صفة من صفات المنافقين.
وأحاديث كثيرة نظمت تعاملاتنا التجارية، وحذرت المؤمن من الوقوع في الغبن أو التدليس أو السرقة أو أي تعامل مع الآخرين يُعرضك للاستغلال، فالمؤمن كَيّسٌ فطن.
إلا أن فئة معينة لا تفرق بين هذا وذاك، وثقافتها بالتعامل مع الغير ضئيلة، ويرى أنه إذا سافر لمكان معين ودفع للبائع ضعف ثمن السلعة أنه سينظر له على أنه كريم ومعطاء، ويكون محل تقدير من هذا البائع على وجه الخصوص ومن الشعب في هذا البلد الذي يزوره على وجه العموم!
إلا أنه يُنظر له على أنه صيدٌ سهلٌ وساذج، وفي المقابل، تصرفه المحدود النظر ضرّ الكثيرمن السائحين، وضرّ المواطنين من هذا البلد.
وأدركت معنى كلامها هذا عندما اشتريت من أحدى الدول التي زرتها سلعة، وكنت سعيدة بأنني أخذتها من البلد المصنعة لها، وستكون بالتأكيد بنصف السعر على أقلّ تقدير، وتفاجأت بعد شهر من رجوعي بأن وجدت هذه السلعة موجودة بالمملكة في إحدى المحلات التجارية وبنصف السعر الذي اشتريتها به من بلدها الأم!.
وهذا دليلٌ واضحٌ على الاستغلال الذي يتعرض له السائح بسبب فئة غير ناضجة في التعامل، وتنفق من دون حساب، تعتقد أنّ فيه الخير، وماهو إلا شرّ طال أبناء بلده في بعض الدول في الخارج!.
لأن السائح العربي والسعودي على وجه الخصوص يتعرض للاستغلال والسرقة في أحيان كثيرة في الأماكن التي يجتمع فيها السواح.
والسائح ذو الإمكانيات المحدودة والذي ليس بملء جيبك وقلة عقلك، ضرّه هذا التصرف بأنه أصبح غير قادر على السياحة في معظم البلدان.
وارتفاع السلع في مكان معين على السواح سيرتفع تلقائياً مع الوقت على المقيمين في هذا المكان.
فمتى ستتغير ثقافتنا في السياحة والدفع غير المحسوب؟!
من أنفق ولم يحسب، فقر ولم يدرِ!
________________________________________
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة أدناه تفضلوا بالمتابعة :
تويتر :
سناب شات :
https://www.snapchat.com/add/shababeksglob19
انستقرام:
https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك :
https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار تفضلوا بزيارة موقعنا : http://www.shababeks.com