الكاتبة / ليلى الأحمدي .
أحاول أن أستخدم منظار مقرب مع البقاء في تلة تعصمني من الغثاء ، وحين أتصفح العالم الافتراضي تصدمني صور بعض الكهول ، ولا أقصد صورة الملف الشخصي ، بل الصورة التي تتكون من خلال ما يكتبون ، أصاب بالدوار في محاولة استيعاب المستوى المتدنِّ الذي انحدروا إليه ، وأحاول البحث عن سبعين عذرٍ فلا أجد، ثم أحاول التأسي بالواقع ، واعتبر أن العالم الافتراضي قد يكذب أحيانًا ، فتنكسر عدسة منظاري من هول ما رأت ، كهول في ثياب المراهقين ، يبدون مضحكين ، وكم من مضحكٍ مبكٍ.
أتساءل : هل هي التربية الخاطئة؟ هل هو عدم الوعي؟
هل طغيان الطبيعة الحيوانية سببها تلاشي الحضور الإنساني فيهم؟
لا أدري، ولكن ما يفعله الكثير من الكهول يجعل الأمر ظاهرة يجب التصدي لها ، بدءًا من التربية الصحيحة لأبنائنا ، وانتهاءًا بدورات توعية إنسانية، وتصحيح لبعض المفاهيم التي تعلموا بأنها من الدين وهي تناقضه ، وورش تدريب على السلوك الإنساني ، وأقترح أن تكون مسميات هذه الدورات والورش كالتالي :
( المرأة ليست أداة)، ( الشباب لا يعني الفساد)، ( هناك آفاق جميلة غير العلاقات المشبوهة)، (احترام النفس)، (عائلتك مسؤليتك)، (الأبناء بحاجتك)، ( الزوجة لديها أحلام)، ( المرأة كيان إنساني )، وأكبر عنوان ( لست كاملًا لتطلب الكمال).
فما يحدث في المجتمع ( كثيرًا) لجوء أغلبية الرجال ( بكل خبث) إلى انتقاص زوجاتهم كي يبرروا خيانتها، أو ليبرروا رغبتهم في التعدد،. ويكون الواقع أن زوجاتهم أفضل منهم بكثير من كل النواحي، بل إنهن صابرات على أوضاع سيئة ومتحملات لنقص في نظافة بعضهم أو قباحته أو مرضه ، كذلك يظن بعض الرجال أنه مخول للزواج بأخرى لأن الزوجة أصبحت قديمة، أو ماعادت كما كانت أو كما يريد (حضرة جنابه)، ولم يفكر في نفسه وهل هو كما أردات زوجته ؟ ولم يفكر في تعويض هذه المرأة ومكافأتها، ومحاولة تحقيق أمنياتها التي طالما علقتها عليه، وكلها أمل بأن يأتي ذلك اليوم الذي تتحقق لها على يديه ، تلك اليدين اللتين سيصفعها بهما، لم يتبادر إلى ذهنه أن هذا الإنسان ينبض وله مشاعر ، ويريد من الحياة ما يريده هو، بل اعتبرها شيء يتقادم ويحتاج إلى استبدال، وكل خلفيته التي بنى عليها هذه الأنانية والقسوة، هي التربية المجتمعية التي أخبرته بأنه صنف مختلف، وسيدته بلا مبرر، ووهبته الحق في الطعن والاستبداد والخداع وقلة الوفاء، تحت مقولة (الشرع حلل أربع)، ولم يعلموه أن التحليل لأسباب، ليس من ضمنها تسليته والترفيه عنه، وأنه وبعد وجود الأسباب (الحقيقية)، وبعد إكمال حقوق الزوجة الأولى كاملة، يجب أن لا يكون بطريقة الخداع ، ولم يخبره المجتمع بأن للمرأة حقوقًا كثيرة إذا لم يقم بها فهو آثم ، ولم يخبره بأن أولاده مسؤولية كبيرة وبدلًا من أن ينشغل بمتعته ، يجب أن يوفر لهم البيئة المناسبة ويلتفت إلى تربيتهم ويهتم بنفسياتهم ، وأن إنجاب هولاءِ الأولاد ليس من أجل وجاهته .
ياقومي ضاع الأبناء ، وعانت الزوجات ، وخربت البيوت ، من أجل أن يمارس هذا الكهل هواياته ويتنعم بحياته .
________________________________________
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة ادناه تفضلوا بالمتابعة :
تويتر :
سناب شات :
https://www.snapchat.com/add/shababeksglob19
انستقرام:
https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك :
https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار المنوعة الدخول : http://www.shababeks.com