الشاعرة / هند النزاري .
مَا الْعَمَى ؟ تَعْتَادُنِي حُمَّى سُؤَالِي
كُلَّمَا جَلَّيْتَ لِي وَجْهَ اعْتِلَالِي
كُلَّمَا طَوَّفْتَ بِي فِي وَاقِعٍ
رَاجِفِ الْأَضْلَاعِ مَكْسُورِ النِّصَال
كُلَّمَا أَوْحَيْتَ لِلْعَيْنِ الَّتِي
لَمْ تَزَلْ فِي تِيهِهَا تَرْثِي لِحَالِي
أَنَّهَا عَمْيَاءُ جِدًّا وَأَنَا
فِي زَوَايَا ظُلْمَتِي أَحْسُو اشْتِعَالِي
فِي (بَرَدُّونَ)* الْتَقَيْنَا صُدْفَةً
حِينَمَا نِمْتُ عَلَى صَدْرِ(الْعَوَالِي)*
طِفْلَةً تَغْتَالُنِي ذِكْرَى أَبِي
فِي تَرَانِيمِ أَبِي زَيْدِ الْهِلَالِي
وَعَلَى أَهْدَابِ أُمِّي دَمْعَةٌ
تَتَشَظَّى بَيْنَ رَدْعٍ وَانْهِمَال
كُنْتَ فَصَّلْتَ الْبِدَايَاتِ عَلَى
تِيهِهَا الدَّاجِي وَجَسَّدْتَ التَّوَالِي
وَأَنَا وَالْحَرْفُ فِي ضَوْضَائِنَا
نَتَبَارَى بَيْنَ سِلْمٍ وَقِتَالِ
نَظْرَةٌ كَوْنِيَّةٌ أَرْسَلْتَهَا
شَرَعَتْ مِنْ شَطْرِ بَيْتٍ فِي اخْتِزَالِي
قَرَأَتْنِي قَبْلَ أَنْ أَقْرَأَهَا
أَحْبَطَتْ خِطَّةَ دَهْرِي لِاغْتِيَالِي
لَمْ أَزَلْ أَرْجُو نَدَاهَا كُلَّمَا
وَجَدَ الْقَوْمُ صُوَاعًا فِي رِحَالِي
كَيْفَ جَلَّيْتَ الَّذِي لَا يَنْجَلِي
مِنْ رُؤَى الشِّعْرِ وَآيَاتِ الْجَمَالِ
بَيْنَمَا الْأنْظَارُ تَعْشَى كُلَّمَا
لَفَّتِ الْأَحْدَاثُ مِضْمَارَ الْوَبَالِ
كَيْفَ جَرَّدْتَ الْمَعَانِي حُرَّةً
فَتَهَادَتْ بَيْنَ تِيهٍ وَانْثِيَالِ
وَلَنَا سَيْلُ عُيُونٍ وَالرُّؤَى
تَدَّعِي مِنْ عَجْزِهَا ضِيقَ الْمَجَالِ
كُنْتَ تَمْشِي فِي دُرُوبٍ تَشْتَكِي
هَمَّهَا مِنْ كَيْدِ سُرَّاقِ الظِّلَالِ
فَتُوَافِيهَا ضِيَاءً سَاطِعًا
تَسْتَشِفُّ الْأَمْرَ مِنْ صَوْتِ الرِّمَالِ
إِيهِ عَبْدَ اللهِ قُدْنَا دُلَّنَا
نَحْنُ مَهْزُومُونَ نَسْلُو بِالتَّعَالِي
قُلْ لَنَا بِاللهِ مَا تِلْكَ الْعَصَا
أَهْيَ مِسْبَارُ الْعَشِيَّاتِ الطِّوَالِ
أَرْسَلَتْهُ الْأَرْضُ عَنْهَا رَائِدًا
حِينَ كَانَتْ عَنْ مَدَاهَا فِي اشْتِغَالِ
لَمَسَ الْأَفْلَاكَ فِي آفَاقِهَا
وَطَوَاهَا فِي دَهَالِيزِ الْخَيَالِ
فإذا ما انْتظُمَ الْعِقْدُ غَدَتْ
شُهُبا تَهْوِي ارْتِيَابًا فِي الْمَجَالِ
وَإذَا هَمَّتْ بِرَصْدٍ أَقْصَرَتْ
مِنَ خَبَالِ السِّحْرِ أَوْ سِحْرِ الْخَبَالِ
يَا لَحَرْفٍ كُلَّمَا أَرْسَلْتَهُ
يَبْتَنِي مِضْمَارَ مَجْدٍ فِي الْأَعَالِي
يَسْبِقُ الرِّيحَ إِلَى وِجْهَتِهَا
وَهْيَ تَعْدُو بَيْنَ مَيْلٍ وَاعْتِدَالِ
فَإِذَا أَوْدَى بِهَا إِجْهَادُهَا
وَتَهَادَى كُلُّ سَاعٍ لِلظِّلَالِ
وَمَضَى كَالسَّهْمِ فِي أَمْدَائِهِ
رَجَعَتْ تَشْتَفُّ أَصْدَاءَ الْجَلَالِ
فَلَقَدْ آكَلَتَ (صَنَعَا) مَرَّةً
حِينَ أَدَّيْتَ لَهَا فَرْضَ الْوِصَالِ
فَرَأَيْنَا كَيْفَ يَحْتَالُ الْهَوَى
كَيْفَ يَصْبُو الشَّوْقُ فِينَا لِلْمُحَالِ
وَرَأَيْنَاهَا كَمَا صَوَّرْتَهَا
حُلْوَةً تَلْتَاثُ مِنْ شَكْوَى الْهُزَالِ
(يَا صَدِيقِي) قُلْتَهَا مَنْحُوتَةً
تُوجِزُ الْفَقْدَ لِقُرَّاءِ اللَّيَالِي
كَيْفَ أَجْلَسْتَ الرَّدَى فِي مَقْعَدٍ
فَوْقَ صَدْرِ الْأَرْضِ يُصْغِي لِلْمَقَالِ
وَيُدَارِي خَلْفَهُ مُتَّكِئًا يَرْصُدُ
الْأَحْدَاثَ مِنْ خَلْفِ الْغِلَالِ
كَيْفَ نَالَ الرُّعْبُ مِنَّا إِذْ جَرَتْ
دَفَّةُ الْبَوْحِ إِلَى سَاحِ الْقِتَال
وَشَهِدْنَا الْجُنْدَ لَمَّا أَطْلَقُوا
فِي كَرَى الْأَجْدَاثَ حَمْلَاتِ اعْتِقَالِ
ثُمَّ جَرُّوهُمْ إِلَى التَّحْقِيقِ إِذْ
رَاوَغُوا ذَوْدًا عَن الصَّفِّ الْمُوَالِي
وَ(أَبُو هَادِي) حَضَرْنَا عُرْسَهُ
وَرَأَيْنَا زِيفَ أَصْحَابِ الْمَعَالِي
وَتَحَامَلْنَا عَلَى اللِّصِّ الَّذِي
رَاوَغَ الشَّاعِرَ عَنْ نَزْرِ النَّوَالِ
فِيكَ نَالَ الشِّعْرُ مِنْ وَاقِعِهِ
وَاسْتَقَى خِصْبَ لَيَالِيهِ الْخَوَالِي
حِينَمَا وَافَاكَ أَجْلَى بَصَرًا
وَهْوَ مِنْ ظَلْمَائِهِ رَهْنَ احْتِلَالِ
تَبْذُرُ السَّاحَاتِ مِنْ أَوْجَاعِهِ
فَيَطِيبُ الشِّرْبُ مِنْ نَزْفِ الدَّوَالِي
فَهْوَ مَجْنُونٌ إِذَا عَقَّلْتَهُ
وَهْوَ مَجْنُونٌ إِذَا رُحْتَ تُغَالِي
تَجْتَنِي الْأَنْجُمَ مِنْ أَوْكَارِهَا
تَقْطُفُ الْأَقْمَارَ مِنْ خَصْرِ الْهِلَالِ
إِيهِ عَبْدَ اللهِ هَلْ مِنْ نَظْرَةٍ
لِحُطَامِ الشِّعْرِ أَوْ هَذْرِ السِّجَالِ
سَئِمَتْ نَفْسِي لُحُونِي فَأَنَا
وَسَقِيمَاتُ الْقَوَافِي فِي اعْتِمَالِ
لَيْلُكَ السَّاهِي نَهَارٌ مُوغِلٌ
وَنَهَارِي عَثْرَةٌ تُوهِي ارْتحَالِي
تَطْمِسُ الْفِكْرَةُ عِنْدِي نَفْسَهَا
كُلَّمَا هَادَنْتُ حَدْسِي وارْتِجَالِي
وَإِذَا احْتَلْتُ عَلَيْهَا مَرَّةً
كَيْ تُجَارِيكَ جَنَتْ رِيعَ احْتِيَالِي
فَأَتَتْ مَوْتُورَةً تَسْأَلُنِي
تَنْزَوِي فِي فِيَّ أَوْ خَلْفَ ظِلَالِي
فَإِذَا بِي فِي سُكُوتٍ مُطْبِقٍ
رُغْمَ أَنِّي مِنْ مَقَالٍ لِمَقَالِ
(نَادِنِي أَوْ لَبِّنِي) يَا سَيِّدِي
إِنَّنِي لَمَّا أَزَلْ أَنْعَى احْتِمَالِي
أَوْ أَعِرْنِي ضَوْءَ عَيْنَيْكَ فَقَدْ
أَجِدُ الْحَرْفَ الَّذِي أَعْيَا انْفِعَالِي
قَدْ أَرَى جِنِّيَّةَ الشِّعْرِ هُنَا
قَيْدَ أُفْقٍ فَيُوَافِينِي ضَلَالِي
قَدْ أَرَاهَا فِي سَرَادِيبِ دَمِي
فِي نُهَى شَاعِرَةٍ تَهْوَى انْتِحَالِي
فَأُغَنِّي كُلَّمَا شَاءَ الْهَوَى
ثُمَّ مَاذَا بَعْدَهَا؟ لَسْتُ أُبَالِي!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بردُّون: في اليمن هي مسقط رأس الشاعر عبد الله البردوني
العوالي: إحدى حارات المدينة المنورة
العبارات بين القوسين مقتبسة من قصائد الشاعر عبد الله البردوني
________________________________________
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة ادناه تفضلوا بالمتابعة :
تويتر :
سناب شات :
https://www.snapchat.com/add/shababeksglob19
انستقرام:
https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك :
https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار المنوعة الدخول : http://www.shababeks.com