بقلم / رندا أبو حوى.
بين صفوف المنتظمين أمام شباك بطاقات الصعود للقطار، كُنت بين الزحام أترقب دوري، لكنني مختلف عنهم كوني لا أعرف الوجهة المراد الانتقال لها.
إن القصص الأكثر ضجة وصخب، والتي تنتقل من أرفف المكتبات إلى دور عرض السينما، دُونت في هذه الرقعة ؛ أقصد بها المحطة، هناك تجِد الحُب الصادق حاضراً، لن ترى مُتَقَمِّصِي دوره، سترى المتصافحين بحرارة ولهفة ولكن ليس للقاء بل لأنه حانت ساعة الوداع، سوف تشاهد المقبلين على الحياة في أقصى الحماسة والاندفاع، سترى المختبئين بثيابهم، المهطعة رؤوسهم، سيصادفك منظر يجعلك مُرغم على التوقف، تفيض عيناك دموعاً، إما فرحاً أو تَرَحًا.
تحت سقف المحطة، موسيقى عُزفت على أنغام زحام الخُطى، ونداءات التوجيه للمتواجدين، لن يستطيع سماعها سوى أولئك الفارغين من الداخل الذين لم يجدوا ما يستحق أن يسكنهم، من خالفت الحياة توقعاتهم، حين انطفؤوا، بادروا بخجل حزين، بالعودة لميدان الحياة فاختاروا الحضور للمحطة.
إن كلمة الحياة بُخست حقها من حيث المعنى، لا أمتلك حق توجيه أصبع الاتهام فالمشتبه بهم عددهم يفوق التوقع، والضحايا باتوا جثثاً نافقة، لم يعد هناك تحت الأرض حيّز يحتضنهم.
هناك قسمة من كل شيء، وسعت كل شيء وشملت الجميع، لن تغادر دون الحصول عليها وإن كانت ستأتيك أثناء احتضارك، في مكان يبعُد عن موقع المحطة كان بحوزة أحدهم بطاقات رهان يبتاعها أولي بقايا الأحلام، يراهنون من أجل ترويض الخيبة داخلهم إن أصابت حينها توقعاتهم، انتصروا وهتفوا لأنفسهم مربتين بذلك على ما قد انتابهم آنفا، وإن حل غير ذلك غادروا دون أدنى ردّة فعل وكأن لا شيء حدث.
هل يحق لي غبطتهم؟ أم يجب ألا لا أُطيل التوقف عندهم فلقد كُنت يوماً منهم، لقد ابتعت في أحد الأيام بطاقة رهان، وما زلت أحتفظ بها رغم خسارتي ظناً أنه سيُعاد الفرز مرة أخرى، إلى أن وجدت نفسي على أحد المقاعد في المحطة، خسرت لأنني راهنت على ميت، وغمرت نفسي بزحام الغرباء ألملم نفسي دون علم منهم.
سيكون دوري حاضرًا في أحد عروض السينما، أرجو أن تنتظروا لربما المحرر يُغير النهاية فتصبح على غير ما كُنت عليه.
إنه رهاني الأخير.
________________________________________
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة ادناه تفضلوا بالمتابعة :
تويتر :
سناب شات :
https://www.snapchat.com/add/shababeksglob19
انستقرام:
https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك :
https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار المنوعة الدخول : http://www.shababeks.com
مبدعه كعادتك 👍🏻🥀