بقلم، د.فتيحة بن كتيلة، الجزائر.
يتعرض العديد من الأطفال لظاهرة التنمر داخل أسوار المدرسة، مما يؤثر سلبًا على تحصيلهم الدراسي، والبناء النفسي والاجتماعي لشخصيتهم.
والتنمر المدرسي هو عدوان تجاه الآخرين سواء أكان هذا التنمر لفظي، أو جسدي، أو جنسي، وهو من المشكلات التي لها آثار سلبية على المتنمر والضحية، وعلى المناخ الأسري والمدرسي والمجتمع بصفة عامة.
وهو سلوك مكتسب وليس فطري، فلا يولد الطفل متنمرًا، بل ينمو تدريجيًا وبخفية في ظل إهمال الوالدين والمربين في المدرسة والمختصين النفسيين والاجتماعيين، وغياب دورهم التربوي بصفة نهائية، وقد يكون مبرر الغياب بسبب نقص الخبرة التربوية، والاحتياجات النفسية والاجتماعية للطفل، أو النظرة السطحية لأضرار التنمر، كاعتقادهم أنه مرحلة انتقالية ستزول مع النمو.
وللتنمر بصفة عامة أسباب عديدة منها:
1- الألعاب الإلكترونية العنيفة:
الكثير من الأطفال وبمختلف الأعمار وللأسف يقضون أوقات وساعات طويلة في مشاهدة وممارسة الألعاب الإلكترونية العنيفة والفاسدة والمفسدة للعقل والفكر، على الأجهزة الإلكترونية، وهذه الألعاب مضمونها عنف وقصف وسحق للخصم وتدميره، وحصد أكبر النقاط دون أي هدف تربوي، ودون أدنى مراقبة للأهل فتنمو عند الطفل النزعة العدائية فيمارسونها في حياتهم المدرسية بنفس الكيفية، وهذا أكبر خطأ.
2- إهمال الأسرة للتربية الصحيحة:
الكثير من الأسر تنشغل انشغالًا تامًا عن متابعة الأبناء وتربيتهم التربية السليمة، وتكتفي بدور الرعاية كتوفير المنزل والأكل والملابس الغالية الثمن، والاهتمام بالتحصيل الدراسي المرتفع والتفوق الدراسي، وينسون أهم واجب وهو المتابعة التربوية وتقويم السلوك وتعديله وتهذيبه، وهذا هو أساس التربية الحسنة.
كما يوجد العديد من الآباء يفتخرون بسلوك الطفل العدائي معتقدين أنه جرأة وشجاعة وقوة، فيقومون بتغذيته وتحفيزه، فينمو التنمر ويزداد حتى يصير سلوكًا معتادًا لدى الطفل.
3- الغيرة الشديدة والمرضية عند الطفل:
قد يشعر الطفل بالغيرة من غيره فيقوم بصب غضبه ونار الغيرة عليه وإزعاجه والانتقاص منه كنوع من الانتقام، وعادة ما تكون الغيرة بسبب اختلاف المستوى الاجتماعي، الذكاء، الجمال، الاجتهاد وغيرها من الاختلافات وعادة ما تكون الغيرة بسبب تربية خاطئة وشعور بالنقص.
4- عدم وجود قوانين وضوابط صارمة تحد من تفشي التنمر والتساهل في التعامل معها.
وفي العادة تظهر علامات على الطفل المتنمر لابد من الانتباه لها ومنها:
1- انسحاب الطفل ضحية التنمر من جميع الأنشطة والألعاب الجماعية، والتجمعات والأصدقاء وتفضيل العزلة والانطواء.
2- ظهور القلق والتوتر وقضم الأظافر والتبول اللا إرادي والتأتأة وعدم الرغبة في الذهاب للمدرسة.
3- إهمال المظهر وكراهية الذات.
4- إهمال الدراسة والواجبات المدرسية مما يسبب انخفاضًا في التحصيل المدرسي.
خطوات علمية لعلاج التنمر والحد منه.
1- على المدرسة وضع قوانين وعقوبات تربوية رادعة لسلوك التنمر، ولا تتساهل مع المتنمر، وتعرضه على المختص النفسي أو الاجتماعي بالمدرسة.
2- قيام المدرسة والأسرة بحل مشكلات التلاميذ بالعدل بينهم، والسماع للطرفين وتبين حيثيات المشكلة وتشجيع التلاميذ على تقبل بعضهم وتقبل الفرق بينهم.
3- توفير مناخ أسري داعم وملئ بالحب والحنان والدفء وخلق جو الحوار بين الآباء والأبناء.
4- تنمية قدرات الطفل وتحمله للمسؤولية و إشغاله بأمور تربوية هادفة كالرياضة، الرسم، الأعمال التطوعية.
5- عرض ضحايا التنمر على المختص النفسي لمتابعته ليتخلص من آثار التنمر وإعادة بناء نفسه واستعادته للثقته بنفسه.
________________________________________
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة ادناه تفضلوا بالمتابعة :
تويتر :
سناب شات :
https://www.snapchat.com/add/shababeksglob19
انستقرام:
https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك :
https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار المنوعة الدخول : http://www.shababeks.com