الكاتبة / ليلى الأحمدي.
نظرة الرجل للمرأة في مجتمعنا تحتاج إلى إعادة نظر، مازال الكثيرون ( ولم أقل الجميع) ، من الرجال يرون المرأة كائنًا أدنى منهم، ويظنون بأنها خُلقت من أجلهم، وهي إحدى الأدوات التي يمكنهم استخدامها للترفيه وتدليل الذات، الكثير منهم لايلقون بالًا لفكرها ولاتعنيهم أحلامها ولايعترفون بكيانها، وبالتأكيد ينكرون حريتها ليقينهم بعدم أهليتها للحرية، أو قدرتها على التصرف بحكمة أوقدرتها على حماية نفسها.
من يرى أن ماقلته مؤلم، أقول له :
إن الأمر يتجاوز كل ذلك في الكثير من البيوت، فهناك العنف الذي يبررونه بالتربية ، وهناك القيود التي يسمونها تأديبًا، وهناك التدخل في القرارات المصيرية بهدف سد الذرائع، وتحت قناع الحرص على المصلحة.
نحن في مجتمعٍ الكثير من أفراده يعتبرون المرأة قاصرة عن القيام برعاية نفسها ، والكثير يعتبرونها فاسدة بالفطرة وأن عليهم تقييدها والحد من حريتها ، لأنها لو تُركت بلا قيد ، ستجلب لهم العار لامحالة ، مجتمع الكثير من أفراده يظنون أن شرفهم معلق بعباءة المرأة فقط ، وأن فروسيتهم مرهونة بصلاحها أو فسادها ، بينما يحق لهم ممارسة كل مايريدونه بحرية متناهية، الحرام ليس واردًا في شرعهم كل شيء لهم حلال ويبقى ( عيبهم في جيبهم) ، ومن الشرف عند بعض الذكور أن يخدع المرأة ويستغفلها بهدف عدم حدوث المشاكل له ،ليلهو دون أن يدفع ثمنًا، فبإمكانه الزواج بأخرى دون علمها ، وبلا سبب سوى الترفيه، وغالباً مسيار حتى يعيش قصة عشق بلا تبعات ، ويبقى بلا ذنب، فالخداع والاستغفال حلال حين يكون للمرأة، وله مبررات يسعفه بها المفتون ، و يزعمون أن دين الله القويم يرضى الخديعة والظلم ، وحتى لو سافر و( فلَّها) ثم عاد، فشرفه باق في مكانه ، وحتى لو أقام العلاقات مع أخريات فلابأس ولا يزال شريفًا شهمًا، فهو رجل و(لا يضره بعض اللهو) وهناك مبررات جاهزة يقدمها له المجتمع ، لابد أن زوجته مقصرة ، ربما كان يبحث عن كذا أو كذا ، المبررات لاتنتهي وهو الفرد المدلل في المجتمع فلا يخشَ شيئًا، والضحية هي المُلامة على أفعال هذا الكائن البريء.
بعد كل هذه التجاوزات على المرأة، يأتي من يتشدق بقوله : المجتمع يحترم المرأة، وآخر يقول :
المرأة نصف المجتمع، ولقد كرمنا المرأة وحصلت المرأة على حقوقها…الخ.
أقول لكم بملء فمي :
أغلب أفراد المجتمع لايحترمون المرأة فعليًا، ولايرون فيها إلا جسدًا، وبعضهم يعتبرونها دمية يلهون بها، وحتى لو أنكر الجميع ذلك، فهو واقع تفسره أفعالهم ، ولربما ظن البعض أن ماحصلت عليه حتى الآن كافٍ ، ويراه كثيرًا عليها، وذلك لأنه تعود على أنها بلا كيان ولا رأي ، وليست جديرة بأن تحلم وتمارس حقوقها وتتخذ قراراتها بنفسها .
________________________________________
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة ادناه تفضلوا بالمتابعة :
تويتر :
سناب شات :
https://www.snapchat.com/add/shababeksglob19
انستقرام:
https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك :
https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار المنوعة الدخول : http://www.shababeks.com