شعر: حسن الربيح .
-1-
الغَيمَةُ البَيضاءُ
فِكرَةُ طِفلةٍ حَلُمَت بتَعليبِ الضِّياءِ
وِسادَةٌ للطَّائِراتِ المُتعَباتِ منَ السَّفَرْ
شاشٌ لجُرحٍ غائِرٍ في الأُفْقِ
وهيَ هَشاشَةُ البَحرِ المُعنَّى
حينَ تَزحَمُهُ الذِّكَرْ
الغَيمَةُ البَيضاءُ
حِصَّتُنا منَ الأَكفانِ
وهيَ تمُرُّ فوقَ سماءِ قَتلانا
فلا كَفَنٌ هُنا يَكفي
لِما حَصَدتْهُ كَفُّ الحَربِ
وهي قِماطُ أَطفالٍ هُناكَ
غَفَوا عَلَى خَدِّ القَمَرْ
-2-
الحِبرُ حينَ يَقولُ عنهُ النَّاسُ: أَسوَدُ
فهو وَصفٌ لا يَرَى أَقمارَهُ
تلكَ الَّتي اختَبأَت بأَورِدَةِ القَصيدَةْ
-3-
البَحرُ حينَ يَقولُ عنهُ النَّاسُ: أَزرَقُ
فهو وَهمٌ لا يَقومُ على الحِيادِ
ويرتَضِي نِصفَ المَكيدَةْ
-4-
اللَّيلُ حينَ يقولُ عنهُ النَّاسُ: أَسوَدُ
فهو عَجزُ خَيالِهم
عن صَيدِ مَعنًى لابتِهاجِ نُجُومِهِ
وتَبَتُّلِ العُشَّاقِ فيهِ، واحتِمالاتٍ وَليدَةْ
-5-
الجَمرُ حينَ يَقُولُ عنهُ النَّاسُ: أَحمَرُ
فهو تَكرارٌ يُخيِّبُ وَقدةَ الياقوتِ
في جِيدِ الفَتاةِ
ويُحبِطُ التُّوتَ الَّذي يَبتَلُّ
في الشَّفَةِ الوَقيدَةْ
-6-
الماءُ حينَ يقُولُ عنهُ النَّاسُ: شفَّافٌ
فهُم مرُّوا عَلَيهِ
وما استَشَفُّوا في العَميقِ أَجِنَّةَ الأَلوانِ
وهي تمُوجُ في ذرَّاتِهِ
لم يتَّخِذْ لَونًا لَهُ
فهو الَّذي ما كانَ يومًا عُنصُرِيًّا
كان يُؤْمِنُ بالتَّعدُّدِ
ليسَ مُنتَمِيًا لغَيرِ أَناهُ في نَسَبِ العَقيدَةْ
لم يتَّخِذْ لَونًا لَهُ
وهو الَّذي أَهدَى الطَّبيعةَ طِفلةَ الأَلوانِ
تَجري في الحُقُولِ، وفي الجِبالِ
ترُشُّ ما يحلُو لها
وتُخضِّبُ الجُدرانَ بالطِّينِ الشَّقيِّ
وتُلبِسُ الأَحجارَ طُحلُبَها المُنمَّقَ
أَو تُعرِّي نِصفَها
فكأَنَّما الأَشياءُ دُميتُها
تُلاعِبُها بما تَختارُ من أَزياءَ
في سَلوَى فَريدَةْ
-7-
ماذا يقولُ اللَّونُ عن مَعناهُ
حين يقودُهُ هذا المَجازُ إِلى مَجازٍ عاشرٍ؟
يا غُربةَ الأَلوانِ، في مَنفَى المَعاجِمِ
أَينَ تَنوِينَ الإِقامَةْ؟
لم نَسأَلِ الأَلوانَ عن أَسمائِها
في رِيشةِ الرَّسَّامِ
أَو في رِيشةِ الأَعمَى
ولم نَسمَعْ تأَوُّهَها
إِذا امتدَّت على جُرحِ اليَمامَةْ
لم نَلتَفِتْ لتَوجُّسِ الأَعشابِ
من مُستقبَلٍ يَصفَرُّ في أَحشائِها
يصفَرُّ.. لكنَّ اصفِرارًا آخَرًا
أَضحَى يسُرُّ النَّاظِرينَ
فيا التِباسَ اللَّونِ، قُل لي:
كَيفَ أَشعلتَ اللَّواعِجَ، والمَباهِجَ
والتقَيتَ مع النَّقيضِ
وما افتَرَقتَ عن الشَّبيهِ
فأَينَ أنتَ الآنَ؟
بعد رَحيلِكَ الأَبَدِيِّ في الأَشياءِ
يا سَفَرَ الغَمامَةْ
________________________________________
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة ادناه تفضلوا بالمتابعة :
تويتر :
سناب شات :
https://www.snapchat.com/add/shababeksglob19
انستقرام:
https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك :
https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار المنوعة الدخول : http://www.shababeks.com