الشاعر / جاسم الصحيح .
شاطئٌ بين دفتري ومدادي
فامرحي يا نوارسَ الأعيادِ
إنَّ لِي (ألفَ ليلتي) حين أحكي
قَصَصي في الهوَى، ولِي (شهرزادي)
جئتُ في عاشقٍ قد استأذنَ الشوقَ
ورَشَّ الحنينَ في الأبعادِ
والمسافاتُ في يدي كِيسُ قَشٍّ
يتهاوَى من شهقةِ الميعادِ
لم أَجِدْ كابِحًا بِمركبةِ العشقِ
يَحُدُّ انزلاقَها في فؤادي
نبضةً.. نبضةً.. وينقذفُ القلبُ
بِأَقصَى شَهِيَّةِ (العَدَّادِ)
سالَتِ الذكرياتُ بِي في زمانٍ
هاربٍ من تَآكُلِ الآبادِ
أَدرَكَتْ نغمتي جوادَ (امرئِ القيسِ)
وما اسْتَنْسَخَتْ صهيلَ الجوادِ
نغمتي نغمةُ المطارقِ تبني
وطني فوق ساعدٍ حَدَّادِ
جئتُ كي أحرسَ الحقيقةَ مِمَّنْ
قد أباحوا عِظامَها للجَراَدِ
شعَّ في مقلتَيَّ (موسى بنُ عمرانَ)
يُلَبِّي نداءَ (نارِ الوادي)
هذِهِ التـربةُ التي هِيَ حولي
خرزاتٌ تبوحُ بالأَورادِ
بِـيَ من مِلحِ قاعِها ما يُغَذِّي
لغةَ الحُبِّ في شفاهِ (الضَّادِ)
تربتي حيثُ شعَّ أَوَّلُ فجرٍ
بَدَوِيٍّ لم يَحْدُ مسراهُ حادِ
هَطَلَتْ في المتيهِ أنوارُهُ الأُولَى
وجَفَّتْ كصرخةٍ في مَزاَدِ
كلُّ نورٍ قبيلةٌ تقدحُ النارَ
فيَنْفَضُّ قَدْحُهاَ عن رمادِ
وتَمُرُّ الأجيالُ أحفادَ فجرٍ
يَتَشَظَّى قبائلاً من سَواَدِ
هَمُّهاَ أنْ تحوكَ من فروةِ الليلِ
خيولاً لغارةِ الأحقادِ
فمشى الموتُ في الحياةِ، ولكنْ
هل سوى الموتِ سُكَّةٌ للمَعاَدِ؟!
وبِماذاَ يُفَكِّرُ السيفُ مُلْقًى
في ضريحٍ من عتمةِ الأغمادِ؟!
لم يَكَدْ موطني ينامُ على العتمةِ-
حتَّى استفزَّهُ أجدادي
وتعالـى (الأذانُ) من شفرةِ السيفِ
فهَبُّوا إلى صلاةِ الجهادِ
شَيَّدوا للغرامِ محرابَهُ الأسمَى
فصَلَّى التـرابُ بالعُبَّادِ
كلَّما كَبَّروا على الأُفْقِ طالَتْ
قامةُ النخلِ في سماءِ بلادي
حالَفَتْهُمْ صقورُهُمْ فَهْيَ تدري
كيف فَضُّوا بكارةَ الأطوادِ!
وإذا شَوَّهَتْ طبيعتَها البِيدُ
بأَقْسَى ما أُوتِيَتْ من قَتادِ
نَجَّدُوهاَ بمِخْمَلٍ من أهازيجَ
تُحَلِّيهِ روعةُ الإنشادِ
ما استقرَّتْ بِهِمْ خيولُ الليالي
في دروبٍ مصقولةٍ بالطِّرادِ
فتَباَهَى الثَّرَى بما نَقَشُوهُ
من وُشُومٍ على صدور البوادي
كلُّ وَشْمٍ هُوِيَّةٌ للمعالي
خَتَمُوهاَ بِحافِرٍ وزِنادِ
وطني.. لا عَدِمْتَهُمْ يومَ غابوا
داخلَ الأرضِ غيبةَ الأجسادِ
فالثرَى لم يزلْ كما خَلَّفُوهُ
مُعْشِبًا بالقلوبِ والأكبادِ
ما نَمَتْناَ الجذورُ خرساءَ في الأرضِ
فأجدادُنا الجذورُ الشوادي!
نخلةً.. نخلةً.. قَفَزْنَا من القاعِ
ورَفَّ المكانُ بالأحفادِ
وارتفعنا مع الذُّرَى فإذا الشمسُ
حنينٌ هناكَ للميعادِ
عانَقَتْناَ فأَينَعَتْ نبتةُ الـخُلدِ
وهَبَّتْ أعمارُنا للحصادِ
وتسامَى وِردُ العناقِ فما سَفَّتْ-
صدورٌ ولا استقالتْ أيادِ
وانتَصَبنَا مع الجبالِ على الدهرِ
جبالًا من عِزَّةٍ واعتدادِ
نَتَغَنَّى على هديرِ الرزايا..
والرزايا مواسمٌ للأعادي!
________________________________________
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة ادناه تفضلوا بالمتابعة :
تويتر :
سناب شات :
https://www.snapchat.com/add/shababeksglob19
انستقرام:
https://instagram.com/shababeks1?r=nametag
قناة شبابيك :
https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار المنوعة الدخول : http://www.shababeks.com