بقلم – نادية المالكي
مدربة لأسر ذوي متلازمة الداون .
هي المرحلة اللي تمر فيها كل أم طفل من ذوي الإعاقة في بداية تشخيص طفلها بالتأخر النمائي ، ومدى تأثير هذه المرحلة على الأم نفسياً ، الكلام عبارة سرد علمي يقيس الغالبية العظمى ، وليس بالضرورة ينطبق على كل الأمهات ، وهو يعتمد بالأساس على مرحلة الوعي الفكري والمشاعري للام ، المرحلة هذه تسمى مرحلة الإنكار وهي إحدى أساليب الحيل النفسية الدفاعية التي يلجأ لها الإنسان لحماية نفسه من ألم تصديق المعلومة التي عرضت عليه ، أو التجربة التي عاشه ، وهذه المرحلة تأثيرها السلبي على الأم من نواحي نفسية عديدة منها :
١- زيادة مستوى الغضب بشكل غير ملحوظ وبشكل إسقاطي.
٢- زيادة مستوى تأنيب الضمير.
٣- زيادة الضغوطات النفسية من خلال تحمل المسؤوليات لإثبات صحة الإنكار .
٤- الصدمة النفسية.
٥- الاكتئاب النفسي.
٦- تقلبات المزاج الغير مبرره.
وغيرها من الاضطرابات الانفعالية والسلوكية والنفسية ، فجميع البشر دون استثناء عند تلقيهم لاخبار “ما” يقبلون بها يمرون في هذه المرحلة ، لكن الاختلاف يكون في مدى بقاء الإنسان في هذه المرحلة ، فالبعض يبقى فيها أيام ، والبعض شهور، والبعض سنوات ، فعلينا ان نكون أكثر وعي بهذه المرحلة حتى لا نمر بعدها بفترة اكتئاب ، وجودك مهم كأم في حياة طفلك من ذوي الإعاقة أهم من تلبية أي احتياجات فسيولوجية أخرى، وجودك مهم في حياة طفلك لإنه يحتاجك في تطوره الانفعالي والاجتماعي والسلوكي والمعرفي الادراكي .
الدراسات الحديثة العالمية أثبتت ان الأطفال من ذوي الإعاقة وممن لديهم تأخر سلوكي ونمائي مثل أطفال متلازمة داون وأطفال التوحد وأطفال تشتت الانتباه العالي مع التدريب والتعلم ومن خلال الأسرة (الوالدين) أكثر فعالية من إدراج الطفل في مراكز تعليم خاصة ، والسبب ان البيئة التي يقضي الطفل فيها حياته بشكل طبيعي هي بيئته الأصلية ، وبسبب استغلال مواقف الحياة الطبيعية للتعلم وتحقيق أركان التعلم والتدريب الثلاثة (التكرار + الثبات= القدرة على تعميم المهارة) ، وكذلك الدراسات أثبتت ان قدرة الأطفال للتعلم والتدريب من خلال برامج التدخل المبكر تكون أكثر فعالية وذات نتائج عالية خلال السنوات الأولى من عمر سنة ونص إلى عمر ما قبل المدرسة ، والسبب في ذلك ان المخ سبحان الله يكون مرن وقابل للتطور في هذا العمر أكثر من أي عمر سابق، وفي أفلام وثائقية كثيرة تتكلم عن هذا الموضوع من الممكن الرجوع إليها للاستفادة .
وهذا لا يلغي دور المختصين، لكن حسب الدراسات وجود شخص داعم للطفل من بيئته الطبيعية وهذا الشخص يتعلم على يد مختصين أفضل من انتقال الطفل بين الاخصائين وبين المراكز ، والبعض من الأطفال يكون لديهم مشكلة تقبل تغيير الروتين ، لصعوبة الاندماج بوقت كافٍ ، فأغلب المشاكل السلوكية والانفعالية للأطفال من ذوي القدرات الخاصة كان سببها التأخر في التدخل سواءًا كان تدخل نفسي أو تعديل سلوكي أو تربوي .
مرورك كأم في هذي المرحلة (الإنكار) مرور طبيعي وهو ردة فعل نفسية طبيعية لكن استمرارك لوقت طويل فيها يضعفك في المرتبة الأولى ويأثر على حياتك وحياة طفلك النفسية والانفعالية.
_________________________________________
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة ادناه تفضلوا بالمتابعة :
تويتر :
فيسبوك :
سناب شات :
https://www.snapchat.com/add/shababeksglob19
قناة شبابيك :
https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار المنوعة الدخول : http://www.shababeks.com