وجوه صديقة .
مشاري الوسمي
رئيس مجلس الإدارة .
من بين الوجوه اخترت الغرباء ، ثرثرة طريق، هذيان حائر، و استغاثة ملهوف، لا أستطيع تصنيف مفرداتي، لكنها الرغبة في التعبير عمّا يدور في خاطري، ويعكر صفو أوقاتي .
تبدأ الحكاية بابتسامة صغيرة ، تنم عن ارتياح أولي ، ثم التذمر من طول الرحلة و ضجيج الناس ، تتوالى الأحاديث حتى نتعمق أكثر فأكثر ، قد يطول وقت الكلام أو يقصر ، فلكل زمن تعابيره واختصار مفرداته التي توصل أعمق أحاسيسي وأكثرها وجعًا .
تنتهي الرحلة ، ينزاح حملي الثقيل عن كتفي ، فأشعر بخفة روحي و خواء عقلي ، لا أُبالي بنظرة الطرف الآخر من الحوار ، فلن يكون بخارطتي يومًا ما ، قد تجمعنا الأيام صدفة و مع هذا لا أُبالي .
أفكر كثيرًا في الأمر؛ فأجد أنني لا أبحث عن فيلسوف يفند لي تفاصيل حياتي ، يجزم على خطئي أو يقسم على ظلمي، و من زحمة الحروف ، واختناق الكلمات التي بداخلي ، أبت البقاء داخل صدري، صرخت معلنةً العصيان ، لكنها رأفت بحالي ، أشفقت على ملامحي ، فاختارت الغرباء .
منهم من جلس بجواري على مقعد طائرة لرحلة طويلة مليئة بالضجيح والتعب، محفوفة بالمخاطر، معلقة بين السماء والأرض، أو سائق أجرة كساه الحزن و أعيته نوائب الدهر، فرأت نفسي فيه فريسة سهلة لإِلْقَاء ما يزيد عليه الهم و يخنقه بالكدر .
تطول القائمة.. ويبقى السؤال الأهم : هل الغرباء ألطف تعبيرًا وأصدق قسمات من وجوه وكلمات الأصدقاء؟ ، أم إننا نهرب منهم حتى لا نرى ملامح الشفقة و الانهزام داخل أعينهم ؟.
قد لا أجد جوابًا يقنعني ، و يشبع فضولي ، يعيد الأمور إلى نصابها بداخلي ، لكنني أتطلع بشوق لرحلتي القادمة ، في داخلي قصص لا تعد ، و كلام لا ينتهي .
دمتم بخير فوقَ كُلِ أرض وتحت كُلِ سماء .
من اصدق ما قرأت 👍
ويبقى السؤال الأهم : هل الغرباء ألطف تعبيرًا وأصدق قسمات من وجوه وكلمات الأصدقاء؟ ، أم إننا نهرب منهم حتى لا نرى ملامح الشفقة و الانهزام داخل أعينهم ؟.
قمة الابداع مااجملك