بقلم – علي محمد ال الفرس .
ان التحديات التي جاءت بها جائحة كورونا كثيرة وأبرزها طريقة إدارة الموظفين
فالشركات التي غيرت نمط تفكيرها التقليدي عن كيفية إدارة الموظفين اليوم تقطف ثمار هذا التوجه بينما الشركات الممارسة لنمط التفكير التقليدي تواجه تحديات كبيرة.
وقياس انتاجية الموظف بناء على الكم والوقت Output لا يعني ان الراتب الذي تدفعه للموظف قد غطاه بهذا الكم لان الكم ماعدا في حالة التصنيع لخط انتاج ضخم ليس مقياس حقيقي للنجاح بينما القيمة المضافة المحققة Outcome هي القياس الحقيقي لمعظم الوظائف خاصة الخدمات التي تكون مباشرة للعميل.
والقيمة المضافة هي أحد التحديات التي تواجه الشركات ذات النمط التقليدي اليوم لأن مع العمل عن بعد قياس الكم والوقت ليس متاح ويسبب زيادة عدم ثقة في الموظف والاشتباه بالتلاعب على النظام التقليدي ونمط تفكير المسئولين التقليدي وخلق بيئة عمل متوترة للجميع نتيجة تغير الارقام والاحصائيات عن النمط التقليدي المعتاد.
ولقد اكتشف ان العمل من المنزل اتاح للموظف فرصة ووقت للابتعاد عن الأعمال الروتينية الغير ضرورية إلى التفكير الجاد بالتطوير والابتكار في العمل وهذا ما سبب خلل في النظام التقليدي وقلق المسئولين التقليديين في الوضع الجديد.
وهذا يثبت اليوم ان المسألة ليست في الأدوات الفخمة الاستراتيجية ومؤشرات الاداء والاهداف ونظم التكنولوجيا المتقدمة والمتطورة والجودة والتقارير المستمرة وغيرها الكثير من الأعمال التي كانت تشغل العقول المبدعة بأعمال لا ضرورة لها وزيادة أدوات ظنا انها ستقوم بعمل ما يلزم فقط لملاحقة كل جديد في السوق لان كل ذلك دون ثقافة مؤسسية تمتزج مع ممارسة فعلية وتوجه جاد من القادة، وموائمة كل الأدوات مع التوجه والثقافة المؤسسية، وتوعية واشراك وإعداد وتدريب وتمكين الموظفين للمشاركة في الوضع الجديد وانتمائهم للرؤية الجديدة ليس سوى اعباء على الموظف وتعطيل إبداعه وخلق قيمة مضافة فقط ليشاهد انه يعمل ويحلل راتبه ويقدم أرقام وتقارير واحصائيات ليضعها المسؤول أمام القادة في الشركة لتثبت انه هو أيضا يعمل وهذه أرقام تثبت انه مسؤول يعمل إلى ان يسقط السوق أو يحصل كساد لنعرف ان الأرقام جاءت لان السوق والعملاء كانوا في انتعاش فقط وليس بالضرورة العمل الروتيني التقليدي من زاد من الأرقام والإحصائيات وأرباح الشركة.
علي محمد ال الفرس
تويتر @amfares32277ali
Abu-remas-1@hotmail.com