الكاتبة / انتصار عسيري .
يقال : مهمة الفنان أن يلغي البياض والسواد في العالم..
وكأن هناك شبهة ما في هذين اللونين ، أو نذير شؤم تدفعها عنك ، أم كأن اعترافك بهم يلغي علاقتك بالألوان الأخرى وكأن البياض هو الموت والسواد هو الصندوق الأسود للطائرات المنكوبة ، وكأن الجمال الفني مرتبط فقط بوقع السلم اللوني على العين والروح ، فيسرف الفنان في الألوان المتعددة ، وتمتلئ الخزائن والمنازل بالألوان ، ماالسبب ؟
هل بهذا الفعل كان الإنسان ينبذ الألوان الأولى له في لحظة تكونه في ظلام وسواد رحم أمه ، أو فضاء الوعاء الأبيض المائي الذي يحتويه ويحيطه وهو جنين ، ورؤيته للضوء الأبيض الساطع لحظة ولادته !
هل كان بذلك يتمرد على نشأته الأولى برغم أن الحقائق لاتظهر عارية وواضحة إلا في غياب الألوان ، لذلك لجأ المخرجين السينمائيين إلى إخراج أفلام حديثة ومستقلة بالأبيض والأسود وحصدت الجوائز ، فقط لأنه أراد تمرير محتوى يحمل حقيقة مجردة ومرة، فتخلص من فوضى الألوان لتمس أحاسيسك دون نفاق وبهرجة .
وهناك تجربة أخرى للشاعر أمل دنقل في آخر ديوان له في قصيدته البديعة ” حديث غرفة تحمل رقم ٨ ” عندما كان في حضرة اللون الأبيض قال :
( كل غرف المرضى رقم في مملكة البياض )
كان نقاب الأطباء أبيض ، لون المعاطف أبيض ، تاج الحكيمات أبيض ، أردية الراهبات ، الملاءات ، لون الأسرة ، أربطة الشاش والقطن ، قرص المنوم ، أنبوبة المصل ، كوب اللبن …
ولا ننسى التجارب المعمارية لمعالم ومباني وتماثيل في الساحات والميادين.. أبرزها وأجملها كانت تتشح بالبياض والسواد .
_________________________________________
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة ادناه تفضلوا بالمتابعة :
تويتر :
فيسبوك :
سناب شات :
https://www.snapchat.com/add/shababeksglob19
قناة شبابيك :
https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار المنوعة الدخول : http://www.shababeks.com