الكاتبة – ليلى الأحمدي.
سمعت عن ذلك الذي يتندر القوم بجنونه، فقد رأوه يمسك بفأسٍ ويهوي بها على جدران بيته فيحاولوا منعه، وكم كان حديثه غريبًا عليهم إذا كان يبعدهم عن طريقه قائلًا :
اريد أن أجعل بيتي واسعًا، أرأيتم ذلك الجبل؟ سيكون الجدار الأول،ثم يلتفت إلى الجهة الثانية ويقول :
وذلك السور سيكون الجدار الثاني، ويرفع رأسه إلى الغيوم ليقول : وهذا سقفي.
يغادره الناس بين آسف لحاله، وضاحكٍ منها، وأطيبهم من يدعو له بالصلاح، لكنهم أجمعوا على جنونه.
اليوم وبعد ثلاثين عامًا، هو ذاته يتنقل في سيارة ( جولف) في مزرعته التي حرص على أن تكون بلا جدران، وفي كل ركن منها مبنى صغير يطل من شباكه حارسٌ متأهب، هو ذاته وبنفس النبرة التي كان يتحدث بها يخاطب لفيفًا من أبنائه في ديوانيته التي لاسقف لها إلا الغيوم وأحيانًا النجوم، وهو ذاته الذي ابتنى بيتًا على قمة جبلٍ لا يبدو إلا سوره، ولايعلم مابداخله أحدٌ سواه، كنت صغيرة حين كنت أسمعهم يتحدثون عن جنونه، واليوم أسمعهم يتحدثون عن فلسفته العميقة، وبعد نظره ، ونجاحاته الباهرة، وأتساءل هل نجح وحقق مايريد لأنه خرج من الصندوق؟
_________________________________________
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة ادناه تفضلوا بالمتابعة :
تويتر :
فيسبوك :
سناب شات :
https://www.snapchat.com/add/shababeksglob19
قناة شبابيك :
https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار المنوعة الدخول : http://www.shababeks.com