إعداد : تسواهن الرويلي _ شبابيك العالمية .
استخدم رسامو عصر الباروك اللون الأحمر القرمزي المستخرج من الدودة القرمزية في أعمالهم، كما فعل كارافاجيو في عمله “الموسيقيون” في عام 1595واستخدم كريستوبال دي بيالباندو الأحمر القرمزي في أعماله، بما في ذلك لوحة سانتا روزا حينما كان يغريها الشيطان والتي رسمها في عام 1695.
وقد أظهرت تحليل أعمال بول غوغان وأوغوستو رينوار وفينسنت فان جوخ أنهم قد استخدموا صبغة الحشرة القرمزية في لوحاتهم الشهيرة
ولكن لا شيء يضاهي التشبع الذي حققه فان جوخ الذي يظهر جلياً في لوحة غرفة نوم في آرل،
تعد (حجرة نوم في آرل)، 1888 من أشهر أعمال فان جوخ بعد وصوله إلى فرنسا.
كانت شعوب أميركا الوسطى، في جنوب المكسيك، تستخدم الدودة القرمزية على الأقل منذ عام 2000 قبل الميلاد، وذلك قبل وقت طويل من وصول الاستعمار الإسباني، وفقاً لخبير النسيج المكسيكي كويتزالينا سانشيز
كان لدى السكان الأصليين في بويبلا وتلاكسكالا وأواكساكا نظام لتربية تلك الحشرات واستغلالها للحصول على أفضل النتائج، فاستخدموا الأصباغ في اللوحات والمخطوطات واللوحات الجدارية، وصبغ الأقمشة والريش، كما استخدموها كذلك كدواء.
عندما وصل الغزاة الإسبان إلى مكسيكو سيتي، حيث كانت إمبراطورية الأزتك حينذاك، كان اللون الأحمر في كل مكان.
كان السكان المحليون يدفعون الضرائب إلى الحكام في صورة كيلوغرامات من الخشب ولفائف من القماش الأحمر.
وبحلول عام 1523، وصلت الحشرة القرمزية إلى إسبانيا ولفتت انتباه الملك، فأرسل إلى كورتيس لتصديرها إلى أوروبا.
الدودة القرمزية هي حشرة قشرية، يستخرج منها صباغ الكارمين الطبيعي القرمزي اللون. ومنحت الملابس اللون الأحمر المشبع الأكثر حيوية في أوروباوبالطبع كانت باهظة الثمن.
صُنعت تلك الصبغة الغامضة من سحق حشرة تسمى كوكينيل أو الدودة القرمزية، والتي كانت بمثابة قوة اقتصادية عظمى، وأصبحت
واحدة من الصادرات الرئيسية للعالم الجديد في أوروبا الكلاسيكية وأوروبا العصور الوسطى، تنافس الحرفيّون والتجار مع بعضهم البعض في البحث عن الأصباغ المشبعة والدائمة التي من شأنها أن تجلب لهم ثروات في عالم مليء بأقمشة ذات ألوان ضعيفة ومائية.
قامت نقابة الصباغين بحراسة أسرارها بقسوة، والاستعانة بالكيمياء في أعمال شبه سحرية لتثبيت الألوان في الأصواف والحرير والقطن
اليوم، وبعد انتشار الصبغات الاصطناعية، لا يزال إنتاج الصبغة الحمراء مستمراً في المكسيك حتى يومنا هذا، ولكن كصبغة صناعية للطعام، وهو الاستخدام الرئيسي لها اليوم.
على الرغم من أن المكسيك الحالية لم تعد تسيطر على إنتاج الصبغة القرمزية، إلا أنها تمكنت من استعادة شيء ما.. الأحمر المقدس الذي سرقه الإسبان يوماً ما.
_________________________________________
المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة ادناه تفضلوا بالمتابعة :
تويتر :
فيسبوك :
سناب شات :
https://www.snapchat.com/add/shababeksglob19
قناة شبابيك :
https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag
لمزيد من الأخبار المنوعة الدخول : http://www.shababeks.com