Site icon مجلة شبابيك العالمية

أبكتني حنينًا .

مشاري الوسمي

رئيس مجلس الإدارة 

تلك الروح التي بداخلي ثائرة ، حائرة ، تغادرني رغمًا عني كل ليلة ، تطوف هنا وهناك سائلة عن أحوال من افتقدناهم في هذه الأيام .

كانت هذه الأيام مليئة بمشاعر القربى والحُبّ، والتواصل الحميم إلى أبعد الحدود ، كنا نجتمع لنخطط كيف سنقضي تلك الليالي الفضيلة؟ ، من يبادر ليكسب الآجر المضاعف في جمع شمل الأهل والأحباب والأصدقاء؟ ولكن اليوم غدا بُعدنا حُبًا ، وفقدان الإتصال الجسدي؛ تلبية لنداء الوطن والواجب .

ما يؤرقني بصدق، تلك القلوب المنفطرة ، كيف حالها بعد رحيل من أحبت بلا وداع ودون أروقة مزدحمة؟! ، بل بيوت ساكنة مظلمة ، وكأن الرحيل كان للأرواح وليس للأبدان !. فروحي تطوف بين هذا وذاك ، لعلها تؤنس وتربت على الأكتاف ما استطاعت . تظل طائفة بين المنازل فلا حال يسر ولا وجوهًا منيرة، بل أعين ترقب لحظات بعيدة ، وأيادٍ رفعت إلى السماء ليلًا ونهاراً ، ألسنة تلهج بالدعاء، وأمهات حبسن أنفاسهن في انتظار أخبار عن غائب مغترب ، مسافر طال سفره ، ومسافات تأبى أن تقترب .

وتعود إليَّ روحي متعبة منهكة من حال البشر ، فأنظر إلى السماء وأبتسم ، فرب السموات والأرض رحيم ، وهو أحن على البشر من أمهاتهم، فما ظننا بهذا الرب واسع الرحمة والكرم ؟!.

أضع يدي على قلبي أتحسس نبضاته المطمئنة وأنفاسي الهادئة ، فأعلم أن روحي قد هدأت ، أعلم تمام العلم أنها ستثور غدًا وستتركني لتطوف على من أبكاني حنيني لهم وهزمني الشوق لرؤيتهم .

دمتم بخير، ودام لكم وصال من تحبون .

Exit mobile version